فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٤٨
حلب فالتقى الجمعان بتمنع موضع بينه وبن حماة اثنا عشر ميلا وكان ذلك سنة إحدى وتسعين ومائتين أيام والده أبي سعيد فانهزم جميع القرامطة وتبعوهم المسلمون وأفنوا عامتهم ثم قام القرامطة أيضا وكثر حربهم ولم يزالوا إلى أن مات أبو سعيد وقام أبو طاهر ابنه وقيل إنه ملك دمشق وقتل جعفر بن فلاح نائب المصريين ثم بلغ عسكر القرامطة إلى عين شمس وهي على باب القاهرة وظهروا عليهم ثم انتصر أهل مصر عليهم فرجعوا عنهم ولم يزل الناس معهم في شدة وبلاء إلى أن قتل أبو طاهر في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة 173 المستعين الأموي سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر عبد الرحمن الأموي الملقب بالمستعين خرج قبل الأربعمائة والتف عليه خلق كثير من جيوش البربر بالأندلس وحاصر قرطبة وأخذها ثم إن متولي سبتة خرج عليه وجهز لحربه جيشا فالتقوا وانهزم جيش المستعين فدخل قرطبة وهجم على المستعين وذبحه صبرا وذبح أباه وذلك في سنة سبع وأربعمائة وملك قرطبة مرتين وكانت مدة ملكه في المرتين ست سنين وعشرة أشهر وكانت مشحونة بالشدائد معروفة بالمنكر والفساد نفرت القلوب عنه وبسبب ذلك تملك ملوك الطوائف ولما كانت سنة خمس وأربعمائة شاع الخبر أن مجاهد العامري أقام خليفة يعرف بالفقيه المعيطي فاستعظم ذلك إلى أن بلغه ظهور علي بن حمود الفاطمي بسبتة فسقط في يد المستعين فجاءه الفاطمي في جموعه فهزمه ونبش خيران العامري القبر الذي ذكر له أن هشاما به فشهد أنه هشام وجعل المستعين يبرأ من دمه وهو الذي قتله بعد أن استولى على قرطبة في المرة
(٤٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»