فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٤٠
381 الصابوني بكر بن علي الصابوني قال ابن رشيق في الأنموذج كان شيخا معمرا شاعرا مطبوعا صاحب نوادر هجاء خبيثا وأقدر الناس على بديهة وكان تقي الشيبة والثياب حسن الصمت والخطاب وكان مولعا بأذى أبي بكر الوسطاني وضرب بينه وبين القاضي محمد بن عبد اله بن هاشم عداوة وكان سبب خرجه من القيروان ناجيا بروحه إلى مصر وكان قد صنع قبل ذلك قصيدة أولها * أمرض بالوعظ القلوب الصحاح * ما قاله الهاتف عند الصباح * * أيقظني من نومتي في الدجى * شخص سمعت القول منه كفاح * * يقول كم ترقد يا غافلا * والدهر إن لم يغد بالموت راح * * تركضن للدنيا كأن لا براح * منها وتغدو لا هيا في مزاح * * ما الدهر والأيام في مرها * إلا كبرق خاطف ثم راح * مدح فيها عبد الله بن محمد الكاتب بعد مواعظ كثيرة وهجا ابن الوسطاني أقبح هجاء وذكر أنه يستتر بالعزائم والرقى ويسر الفسق والزنى وأنشده إياه حذاء باب السلام بحضرة أشياح الدولة وكان الرأي الشاعر حاضرا وله عناية بابن الوسطاني فقال أتيت بشعر غيرك تسفه به على أهل الرتب بين يدي الملوك والله إنك مستحق العقوبة فقال أما قولك تسفه فسفه منك وقلة أدب لأني جئت محتسبا فيما يعلمه الله والقاضي وجماعة المسلمين وأما قولك أهل الرتب فتلك الرتبة التي اشتكينا بما سمعت لأنها رتبة مصحفة وأما قولك شعر غيرك فإن أذن لي أبو محمد عرفتك أنه شعري فقال عبد الله للراي ما ترى فقال ائذن له فقال شأنك فأنشد كأنه يحفظه * سألتك بالقمر الأزهر * وبالعين والحاجب الأنور * * وبالسيد الماجد المرتجى * لدفع المظالم والمنكر *
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»