وقال الحكيم موفق الدين عبد الله بن عمر المعروف بالورن * الملك الظاهرسلطاننا * نفديه بالمال وبالأهل 9 * * اقتحم الماء ليطفى به * حرارة القلب من المغل * وقال الشيخ شهاب الدين محمود من قصيدة * لما تراقصت الرؤوس وحركت * من مطربات قسيك الأوتار * * خضت الفرات بسابح أقصى منى * هوج الصبان نعله الآثار) * حملتك أمواج الفرات ومن رأى * بحرا سواك تقله الأنهار * * وتقطعت فرقا ولم يك طودها * إذ ذاك إلا جيشك الجرار * * رشت دماؤهم الصعيد فلم يطر * منهم على الجيش السعيد غبار * * شكرت مساعيك المعاقل والورى * والترب والآساد والأطيار * * هذي منعت وهؤلاء حميتهم * وسقيت تلك وعم ذي الإيثار * وعمر الجسور الباقية إلى اليوم بالساحل والأغوار وأمن الناس في أيامه فلما عاد من وقعة البلستين أقام بالقصر الأبلق في دمشق فأحس في نفسه توعكا فشكا ذلك إلى الأمير شمس الدين سنقر السلحدار وكان قد شرب القمز فأشار عليه بالقيء فاستدعاه فاستعصى عليه فلما كان ثاني يوم وهو يوم الجمعة ثاني عشرين المحرم سنة ست وسبعين وستمائة ركب من القصر إلى الميدان على عادته والألم يقوى عليه فلما أصبح اشتكى حرارة في باطنه فصنعوا له دواء فشربه فلم ينجع فلما حضروا الأطباء أنكروا استعماله الدواء واجمعوا على أن يسقوه مسهلا فسقوه فلم ينجع فحركوه بدواء آخر فأفرط الإسهال به ودفع دما محتقنا فتضاعفت حماه وضعفت قواه فتخيل خواصه أن كبده تتقطع وأن ذلك عن سم شربه فعلوج بالجوهر وذلك يوم عاشره ثم أجهده المرض إلى أن توفي يوم الخميس ثامن عشرين المحرم سنة ست وسبعين وستمائة فأخفوا موته وحمل إلى القلعة ليلا وغسلوه وحنطوه وصبروه وكفنه مهتاره الشجاع عنبر والفقيه كمال الدين المعروف بابن المنجبى وعز
(٢٥٥)