فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٦
وكنت تركت إلى جانبه درهما فتركت الدينار وأخذت الدرهم وعادت بعد أيام فوجدت معه درهما آخر فأخذته وعادت في الثالثة كذلك فلما جاءت الرابعة تباكيت فقالت ما يبكيك فقلت مات الدينار في النفاس فقالت وكيف يكون للدينار نفاس فقلت يا فاسقة تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالنفاس وسأله سالم بن عبد الله بن عمر عن طمعه قال اجتمعوا على الصبيان يوما فقلت لهم هذا أبان بن عثمان قد طبخ هريسة وهو يفرقها فاذهبوا إليه فلما ذهبوا ظننت أن الأمر كما قلت فعدو تخلفهم وقيل له ما بلغ من طمعك قال أرى دخان جارى فأثرد وقيل له أيضا قال ما رأيت اثنين يتساران إلا ظننت بأنهما يأمران لي بشيء وجلس يوما في الشتاء إلى إنسان من ولد عقبة بن أبي معيط فمر به حسن ابن حسن فقال ما يقعدك إلى جانب هذا قال اصطلى بناره ولما مات ابن عائشة المغني جعل أشعب يبكي ويقول قلت لكم زوجوا ابن عائشة من الشماسية حتى يخرج بينهما مزامير داود فلم تفعلوا ولكن لا يغني حذر من قدر ولما أخرجت جنازة الصريمية المغنية كان أشعب جالسا مع نفر من قريش فبكى أشعب وقال اليوم ذهب الغناء كله وترحم عليها ثم مسح عينه والتفت إليهم وقال وعلى ذلك فقد كانت الزانية شر خلق الله فضحكوا وقالوا يا أشعب ليس بين بكائك عليها وبين لعنك لها فرق قال نعم كنا نجيئها الفاجرة بكبش إذا أردنا أن نزورها فتطبخ لنا في دارها ثم لا تعشينا إلا بسلق وجاز به يوما سبط لابن سريج فوقب إليه وحمله على كتفه وجعل يرقصه ويقول فديت من ولد على عود واستهل بغناء وحنك بملوى وقطعت سرته بزير وختن بمضراب وقيل له رأيت أطمع منك قال نعم كلب أم حومل تبعني فرسخين وأنا أمضغ لبانا وخفف الصلاة مرة فقال له بعض أهل المسجد خففت الصلاة جدا قال أنها صلاة لم يخالطها رياء وقال له رجل كان أبوك عظيم اللحية وأنت
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»