فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٤
* والليل ملتحف بفضل ردائه * قد كاد يسفر عن أغر أرقم * * فإذا أدارتها الأكف رأيتها * تثنى الفصيح إلى لسان الأعجم * * وعلى بنان مديرها عقيانة * من كسبها وعلى فضول المعصم * * تغلى إذا ما الشعريان تلظيا * صيفا وتسكن في طلوع المرزم * * ولها سكون في الإناء وتارة * شغبا تطوح بالكمى المعلم * * تعطى على الظلم الفتى يقتادها * قسرا وتظلمه إذا لم يظلم * قال عبد الله بن العباس الربيعي إن أول من أدخل أشجع على الرشيد أنه خدم الفضل بن الربيع فوصفه للرشيد وقال هو أشعر أهل هذا الزمان وقد اقتطعته البرامكة فأمر بإحضاره وإيصاله مع الشعراء فلما وصل إليه أنشده في القصر الذي بناه * قصر عليه تحية وسلام * نثرت عليه جمالها الأيام * * فيه اجتلى الدنيا الخليفة والتقت * للملك فيه سلامة وسلام * * قصر سقوف المزن دون سقوفه * فيه لأعلام الهدى أعلام * * نشرت عليه الأرض كسوتها التي * نسج الربيع وزخرف الأرهام * * أذنتك من ظل النبي وصية * وقرابة وشجت بها الأرحام * * برقت سماؤك في العد فأمطرت * هاما لها ظل السيوف غمام * * وإذا سيوفك صافحت هام العدا * طارت لهن على الرؤوس الهام * * تثنى على أيامك الأيام * الشاهدان الحل والإحرام * * وعلى عدوك يا بن عم محمد * رصدان ضوء الصبح والإظلام * * فإذا تنبه رعته و, إذا غفا * سلت عليه سيوفك الأحلام * قال فاستحسنها الرشد وأمر له بعشرين ألف درهم وكان جعفر بن يحيى البرمكي يجري عليه في كل جمعة مائة دينار وتوفي أشجع في حدود المائتين تقريبا وأخباره في كتاب الأغاني كثيرة رحمه الله تعالى وإيانا
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»