وأعطاه إقطاعا بحلقة دمشق ووقع بينه وبين الأمير علم الدين بسببه وبقي بدمشق إلى أن أمسك الجاولي وحبس فلما فرج عنه توجه إليه وخدمه مدة ثم سيره إلى دمشق شادا على أوقاف المنصور الذي يختص بالبيمارستان المنصوري وكان نادرا في أبناء جنسه في الشكل المليح ولعب الرمح والفروسية والذكاء ولعب الشطرنج والنرد ونظم الشعر الجيد لا سيما في المقطعات فإنه يجيدها وله القصائد المطولة ويعرف فقها على مذهب الشافعي ويعرف أصولا ويبحث جيدا ولكنه سال ذهنه لما اجتمع بالشيخ تقى الدين بن تيمية ومال إلى رأيه ثم تراجع عن ذلك إلا بقايا وكان حسن العشرة لطيف الأخلاق فيه سماحة ومن شعره * سبح فقد لاح برق الثغر بالبرد * واستسق كأس الطلا من كف ذي ميد * * مستعرب اللفظ للأتراك نسبته * له على كل صولة الأسد * * يا عاذلي خلني فالحسن قلده * عقدا من الدر لا حبلا من المسد * * ويل لمن لامني فيه ومقلته * نفاثة النبل لا نفاثة العقد * له أيضا * خود زها فوق المراشف خالها * فلئن فتنت به فلست ألام * * فكأن مبسمها واسود خاله * مسك على كأس الرحيق ختام * وله أيضا * وبارد الثغر حلو * بمرشف فيه حوضه * * وخره في انتحال * يبدي من الضعف قوه * وله أيضا * ردفه زاد في الثقالة حتى * أقعد الخصر والقوام السويا * * نهض الخصر والقوام وقاما * وضعيفان يغلبان قويا * وله أيضا * تخاطبني خود فأبدى تصمما * فتكثر تكرار الخطاب وتجهر * * فأصغى لها أذنا وأظهر عجمة * لكيما أرى درا من الدر ينثر *
(٢٣١)