فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
فقال له سليمان شريف وشافع وشاعر ووافد ونسيب سل حاجتك فقال جارية فارهة جميلة ونم يخدمها وبدرة دراهم وحاملها وفرس رائع وسائسه وتخت من صنوف الثياب وحامله قال قد أمرت لك بكل ما سألت وهو لك عندي كل سنة قال أبو ريحانة وكان يشار إليه في التصوف والورع حدثن يرجل كان أبوه في جوار السيد قال لما حضرته الوفاة جاءنا وليه فقال هذا وإن كان مخلطا فهو من أهل التوحيد وهو جاركم فأدخلوا غليه ولقنوه الشهادة قال فدخلنا إليه وهو يجود بنفسه وقلنا له قل لا إله إلا الله قال فاسود وجهه وفتح عينيه وقال (* (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) * سبأ 54 فخرجنا من عنده فمات من ساعته ابن مكنسة الشاعر إسماعيل بن محمد أبو الطاهر المعروف بابن مكنسة الإسكندراني ذكره أمية بن أبي الصلت في الحديقة توفي في حدود الخمسمائة أو بعدها من شعره * أعاذل ما هبت رياح ملامة * بنار هوى إلا وزادت تضرما * * فكلني إلى عين إذا جف ماؤها * رأت من حقوق الحب أن تذرف الدما * * فكم عبرة أعطت غرامي زمامها * عشية أعملن المطي المزمزما * * فلله قلب قارعته همومه * فلم يبق حد منه إلا تثلما * وأورد له أيضا في الحديقة * رقت معاقد خصره فكأنها * مشتقة من عهد هو تجلدي * * وتجعدت أصداغه فكأنها * مسروقة من خلقه المتجعد * * ما باله يجفو وقد زعم الورى * أن الندى يختص بالوجه الندى * * لا تخدعنك وجنة محمرة * رقت ففي الياقوت طبع الجلمد * * وزعمت أني لست من أهل الهوى * صبا فقل ما شئته وتقلد *
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»