فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
سنة ستمائة ردهم وهو مقيم بدمشق غير ما يتحفه به ونظم الحاوي في الفقه ولو لم يعرفه معرفة جيدة ما نظمه وله تاريخ مليح وكتاب الكناش مجلدات كثيرة وكتاب تقويم البلدان هذبه وجدوله وأجاد فيه ما شاء وله كتاب الموازين جوده وهو صغير ومات وهو في الستين رحمه الله تعلى وله شعر ومحاسنه كثيرة ولما مات رثاه الشيخ جمال الدين بن نباتة بقصيدة أولها * ما للندى لا يلبي صوت داعيه * أظن أن ابن شادي قام ناعيه * * ما للرجاء قد اشتدت مذاهبه * ما للزمان قد اسودت نواحيه * * نعي المؤيد ناعيه فيا أسفا * للغيث كيف غدت عنا غواديه * * كان المديح له عرسا بدولته * فأحسن الله للشعر العزا فيه * * يا آل أيوب صبرا إن إرثكم * من اسم أيوب صبرا كان منيجه * * هي المنايا على الأقوام دائرة * كل سيأتيه منها دور ساقيه * وتوجه الملك المؤيد بعض السنين إلى مصر ومعه ابنه الملك الأفضل محمد فمرض ولده فجهز إليه السلطان الحكيم جمال الدين بن المغربي رئيس الأطباء فكان يجيء إليه بكرة وعشيا فيراه ويبحث معه فيمرضه ويقرر الدواء ويطبخ الشراب بيده في دست فضة فقال له ابن المغربي يا خوند أنت والله ما تحتاج إلى وما أجى إ لا امتثالا لأمر السلطان ولما عوفي أعطاه بغلة بسرج وكنبوش زركش وتعبية قماش وعشرة آلاف درهم والدست الفضة وقال يا مولاي اعذرني فإني لما خرجت من حماة ما حسبت مرض هذا الابن ومدحه الشعراء وأجازهم ولما مات فرق كتبه على أصحابه وأوقف منها
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»