فأمر بحبسه فحبس. فأقام في السجن بضع سنين. ورأى الملك في منامه كأن آتيا أتاه فقال له إن فلانا [وفلانا] (1) قد عزما على قتلك، وكان صاحبي طعامه وشرابه. وفي غد تقف على أمرهما.
فلما أصبح قررهما فاعترفا وقيل اعترف أحدهما، وأنكر الآخر فامر بحبسهما وكان اسم صاحب الشراب مرطيس.
وكان يوسف عليه السلام برا رؤفا بأهل السجن، يصبرهم ويعظهم ويعدهم بالفرج، ويفسر أحلامهم. إلى أن اخبره صاحب طعام الملك وصاحب شرابه برؤياهما كما جاء به القرآن، فأخرجا من السجن. وكان كما أخبرهما ان قتل أحدهما وهو الذي أقر ونجا الآخر الذي لم يقر. وهو صاحب الشراب.
ولما رأى الملك في نومه البقرات والسنابل وأراد أن يعبر رؤياه عرفه الساقي خبر يوسف عليه السلام. فأرسل إليه إلى السجن ففسرها له وقيل إن الملك قال للرسول سله عن الرؤيا قبل أن تقصها عليه ففعل.
فقال الملك عند ذلك فجئني به. فرجع الرسول إليه ليخرجه ويحمله إلى الملك.
فقال له يوسف عليه السلام لست أخرج حتى يكشف الملك عن امر النسوة اللاتي قطعن أيديهن وحبست من أجلهن.
فأمر الملك في الوقت، فأحضرت زليخا والنسوة وكشف عن حقيقة الامر فوقف عليه، وأقرت زليخا والنسوة بما كان منها.
فوجه الملك إليه وأخرج من السجن وغسل من دونه ونظف وألبس من الثياب ما يليق به مثله على الملك.
فلما دخل على الملك ورآه امتلأ قلبه من حبه. فأنزله وأكرمه وسأله عن الرؤيا ففسرها له كما قال الله عز وجل في كتابه.
فقال الملك ومن يقوم بذلك؟ فقال له يوسف عليه السلام أنا فإني به عليم.
فخلع عليه خلع الملك وألبسه تاجا. وأمر أن يطاف به، ويركب الجيوش