والاذواء جماعة غزوا الأمم وتجولوا في البلاد، ومنهم إفريقس الذي بلغ آخر المغرب.
ذكر إبراهيم عليه السلام وأما إبراهيم عليه السلام فولد له سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأمه [هاجر] القبطية واسحق وأمه سارة بنت هارون، وهو من بني حران وكانت حياة إبراهيم عليه السلام مائة وخمسا وسبعين سنة، وكان ملك بابل في وقته النمروذ من ولد كوش بن حام، فلما ان حاجه إبراهيم عليه السلام وكسر الأصنام أضرم الملك له نارا عظيمة وألقاه فيها فجعلها الله تعالى عليه بردا وسلاما، وأتت ريح فنسفت النار في وجوه الواقفين مع الملك كذلك.
وخرج إلى حران فآمن به ابن أخته لوط وسارة بنت عمه. وكان خروجه وهو ابن سبع وثلاثين سنة وتزوج سارة بوحي أتاه، وخرج معه ثلاث صحف بالعبرانية وكانت لغته سريانية، وكان في الصحف أمثال وتسبيح وتهليل وتحميد، وأمر بالمسير فعبر الفرات وسار إلى مصر وسنذكر قصته في أخبار مصر.
ذكر إسماعيل عليه السلام وأما إسماعيل عليه السلام فقطن الحرم ونبع له زمزم بأمر الله تعالى، ونبأه الله وأرسله إلى العماليق وجرهم وقبائل اليمن، فنهاهم عن عبادة الأوثان، فآمنت به طائفة منهم وكفر أكثرهم، وغلب على الحرم وتزوج في خيرهم.