بحر مالح لان بلدهم بعيد عن الشمس، فماؤهم حلو، وما قرب من الشمس مالح، وما جاوزهم من الشمال لا يسكن لبرده وكثرة زلازله، وأكثر قبائلهم مجوس يحرقون أنفسهم بالنار ويتعبدون لها.
ولهم مدن كثيرة وبلاد، ولهم كنائس فيها أجراس معلقة يضربونها كالنواقيس.
ومنهم أمة بين الصقالبة والإفرنج على دين الصابئين، يقولون بعبادة الكواكب، ولهم عقول وصناعات لطيفة من كل فن، وهم يحاربون الصقالبة وبرجان والترك.
ولهم سبعة (1) أعياد في السنة بأسماء الكواكب، وأجلها عندهم عيد الشمس.
ذكر اليونانيين وأما اليونانيون فهم الروم الأولى من ولد يونان بن يافث بن نوح وهم حكماء الأمم، ولهم النجامة، والحساب، والهندسة، والطب، وصناعات المنطق، والصناعات اللطيفة، وكل حكم مذكور.
وكانت الأندلس والإسكندرية ومن جاورهم من الأمم يدينون بطاعتهم إلى أن غلب عليهم رومي بن ديقطون من ولد عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، لان عيصو لما فارق أخاه يعقوب سار إلى العدوة القريبة، وهي مساكن الروم اليوم فغلب عليها، وهم الذين بنوا رومية وإليهم تنسب وهم بنو الأصفر.
وكان آخر ملوك اليونانين ايلاوبطره (2) بنت بطليموس صاحب كتاب