ومنهم أرسطا طاليس بن نيقوماخس الجهراسيني، وكان تلميذا لأفلاطون، فتكلم في العالم العلوي والسفلي، في صلاح العالم وفساده، وفي أخلاق النفس، وفي حقيقة المنطق، ووضع أصول الحكمة وانقسامها وتشعبها، فأول كتبه:
كتاب المدخل إلى علم الفلسفة، وهو الذي يسمى باليونانية ايساغوجي، فأوله ذكر الحد، وما قوام الحد، ومن أين اشتق اسم الحد، وما فضيلة الحد، وما فيه فساد الحد، والفرقة بين الحد والمحدود.
والثاني ذكر الفلسفة، وكيف اشتقت.
والثالث كتاب قوى النفس التي هي بالفكر والغضب والشهوة، فما خرج عن هذا الاعتدال كان فاسدا.
والكتاب الرابع في المنطق الذي هو أصل الفلسفة.
والكتاب الخامس يذكر فيه انقسام الأشياء ضربين: ما لابد منه، كالغذاء، وما منه بد، كتنظيف الثوب.
والكتاب السادس في الأمور، وهي ثلاثة: واجبة كقولك: النار حارة، وممكنة كقولك: زيد كاتب، وممتنعة كقولك: النار باردة.
والكتاب السابع في الجنس، وهو ثلاثة أقسام: جنس العادة، وجنس الطبيعة.... (1) والكتاب الثامن يذكر فيه ما لا يتجزأ، وهو ينقسم على أربعة: إما لأنه لا أجزاء له كالنقطة، وإما لصغره كحبة الخردل، وإما لصلابته كالحجر، وإما انه لاعلى أجزاء.
والكتاب التاسع في المناسبة، وهو على أربعة: إما طبيعة كمناسبة الأب لابنه، وإما مهنة كمناسبة التلميذ معلمه، وإما مشيئة كمناسبة الصديق صديقه، وإما عرضية كمناسبة العبد سيده.
ثم كتبه بعد ذلك في أربعة أنواع: أحدها المنطقيات، والثاني في الطبائع، .