في كتبه الطبيعية.
فأما كتبه النفسانية، فهما كتابان: فكتابه الأول منهما كتاب النفس، وغرضه فيه الإبانة عن ماهية النفس، وقوامها، وفصولها، وتفصيل الحس، وتعديد أنواعه، وفضائل النفس وعاداتها، والأمور المحمودة منها، والأمور المذمومة منها، فالمحمودة: المنطق، والعدل، والحكمة، والحكم، والحلم، والشجاعة، والقوة، والجرأة، وشرف النفس، والتحرج، والأمور المذمومة منها: الجور، والفسق، والنفاق، والغش، والكذب، والنميمة، والخيانة.
والكتاب الثاني في الحس والمحسوس والإبانة عن علل الحس للمحسوس، وغرضه فيه أن يخبر ما الحسن والمحسوس، وكيف يقبل الحس الأشياء المحسوسة، وكيف يكون الحس والمحسوس شيئا واحدا، وهما مختلفان في الأدوات، وهل الأشياء بذواتها وأجرامها أم بذواتها دون أجرامها.
ثم كتابه في الكلام الروحاني، وغرضه فيه ذكر الصورة المجردة من الهيولى، التي في العالم الأعلى، والقوى الروحانية، ومعرفة اتصال قوى تلك الصور بالقوى الطبيعية، وهل هي بحركة، أو بلا حركة، وكيف تدير تلك القوى هذه القوى، وان كل واحد من القوى الجرمية الغليظة جزء من تلك الأشياء الشريفة، وبين ما العقل، وما المعقول، وما النفس الكلية، وما هبوطها وطلوعها.
ثم كتابه في التوحيد، فقال: ان العلية الثانية علة العلل، والدهر تحتها، وهي مبدعة الأشياء، والابداع لها، وقال في هذا قولا بين فيه التوحيد.
فأما كتبه في الخلق.... (1) والإبانة عن أخلاق النفس، والسعادة في النفس والبدن، وتدبير العامة والخاصة، وتدبير الرجل امرأته، والسياسة، .