فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٧١
948 - حدثني المدائني، عن أشياخه، وعمر بن شبة، عن مجالد بن يحيى أن مصعب بن الزبير ولى مطرف بن سيدان الباهلي أحد بنى جئآوة شرطته في بعض أيام ولايته العراق لأخيه عبد الله بن الزبير.
فأتى مطرف بالنابي بن زياد بن ظبيان، أحد بنى عائش بن مالك بن تيم الله ابن ثعلبة بن عكابة، وبرجل من بنى نمير قطعا الطريق، فقتل النابي وضرب النميري بالسياط وتركه. فلما عزل مطرف عن الشرطة وولى (ص 382) الأهواز جمع عبيد الله بن زياد بن ظبيان له جمعا وخرج يريده. فالتقيا، فتواقفا وبينهما نهر، فعبر مطرف بن سيدان، فعاجله ابن ظبيان فطعنه فقتله. فبعث مصعب مكرم بن مطرف في طلبه. فسار حتى صار إلى الموضع الذي يعرف اليوم بعسكر مكرم، فلم يلق ابن ظبيان. ولحق ابن ظبيان بعبد الملك بن مروان، وقاتل معه مصعبا، فقتله واحتز رأسه. ونسب عسكر مكرم إلى مكرم بن مطرف هذا.
قال البعيث السكري.
سقينا ابن سيدان بكأس روية * كفتنا وخير الامر ما كان كافيا ويقال أيضا إن عسكر مكرم إنما نسب إلى مكرم بن الفزر أحد بنى جعونة بن الحارث بن نمير. وكان الحجاج وجهه لمحاربة خرزاد بن باس حين عصى ولحق بأيذج وتحصن في قلعة تعرف به. فلما طال عليه الحصار نزل مستخفيا متنكرا ليلحق بعبد الملك. فظفر به مكرم ومعه درتان في قلنسوته، فأخذه وبعث به إلى الحجاج فضرب عنقه.
949 - وذكروا أنه كانت عند عسكر مكرم قرية قديمة وصل بها
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»
الفهرست