فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٢٩٥
فتوح السواد خلافة أبى بكر الصديق رضي الله عنه 601 - قالوا: وكان المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيباني يغير على السواد في رجال من قومه. فبلغ أبا بكر الصديق رضي الله عنه خبره فسأل عنه، فقال له قيس بن عاصم بن سنان المنقري: هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد، هذا المثنى بن حارثة الشيباني.
ثم إن المثنى قدم على أبى بكر فقال له: يا خليفة رسول الله! استعملني على من أسلم من قومي أقاتل هذه الأعاجم من أهل فارس. فكتب له أبو بكر في ذلك عهدا فسار حتى نزل خفان، ودعا قومه إلى الاسلام فأسلموا.
ثم إن أبا بكر رضي الله عنه كتب إلى خالد بن الوليد المخزومي يأمره بالمسير إلى العراق، ويقال بل وجهه من المدينة، وكتب أبو بكر إلى المثنى بن حارثة يأمره بالسمع والطاعة له وتلقيه. وكان مذعور بن عدي العجلي قد كتب إلى أبى بكر يعلمه حاله وحال قومه، ويسأله توليته قتال الفرس. فكتب إليه يأمره بأن ينضم إلى خالد فيقيم معه إذا أقام ويشخص إذا شخص. فلما نزل خالد النباج لقيه المثنى بن حارثة بها، وأقبل خالد حتى أتى البصرة وبها سويد ابن قطبة الذهلي.
602 - وقال غير أبى مخنف: كان بها قطبة بن قتادة الذهلي - من بكر بن وائل، ومعه جماعة من قومه وهو يريد أن يفعل بالبصرة مثل فعل المثنى بالكوفة. ولم تكن الكوفة يومئذ إنما كانت الحيرة. فقد سويد لخالد:
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 291 292 293 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست