انصرف حتى إذا كان بذنب ينبع (1) وجد نسوة لجهينة مجاورات في حي من بني ضمرة يقال لهم بنو عباد فقال راجزهن: (الرجز) - أصبح جارات بني عباد * عوانيا (2) يرسفن في الأقياد - مال بني ضمرة في الفساد قال: وورد (3) بهن الجيش ذات السليم (4) على بني صخر وقد أتى بني صخر الخبر وهم بذنب يليل (5) فاحتسبهم بنو صخر عشية وسألوهم النسوة، فأبوا (6) فحبسوهم ليلتهم، ولم يكن بينهم قتال واستمدت بنو صخر من حولهم من ضمرة، فلما أصبحوا سار الجيش وأراد مكرز بن حفص إرسال النسوة، وإن أحد بني أبي رافع إخوة البراض شد على مكرز فضرب عجز بغلته تحته بالسيف، فرمت بمكرز وعطف عليه بعض أصحابه فاستردفه، فألحقه، بأصحابه وقال: (الطويل) - لقد علمت كعب بن ضمرة إذ غدت * سيوفهم يخضبن كفا ومفرقا - - بأني على الضراء (7) أسيت (8) مكرزا * وقد بلغت نفس الجبان المخنقا (9) - - جمعت له الرجلين ركضا إليهم * نموت جميعا أو تؤوب فنلحقا - - يقولون دعه قد أتى الموت دونه * فقلت أبيت اليوم أن نتفرقا - فعطف بنو فهر وليث والديل فرموا بني ضمرة بالنبل وضمرة حسر،
(١٣٣)