جعلني مع ضرار بن الأزور في الخيل التي تجوب من باب شرقي إلى باب توما إلى باب السلامة إلى باب الجابية إلى باب الصغير إلى باب قيان إذ سمعنا صرير الباب وذلك قبل فتوح الشام وإذا به قد خرج منه فارس فتركناه حتى قرب منا فأخذنا قبضا بالكف وقلنا إن تكلمت قتلناك فسكت وإذا قد خرج فارس اخر قام على الباب وجعل ينادي بالذي قد اخذناه فقلنا له كلمه حتى يأتي قال فرطن له بالرومية ان الطير في الشبكة فعلم أنه قد أسر فرجع وأغلق الباب قال فاردنا قتله فقال بعضنا لا تقتلوه حتى نمضي به إلى خالد الأمير قال فأتينا به خالدا فلما نظر اليه قال له من أنت قال له أنا من الروم واني تزوجت بجارية من قومي قبل نزولكم عليهم وكنت أحبها فلما طال علينا حصاركم سألت أهلها ان يزفوها علي فأبوا ذلك وقالوا ان بنا شغلا عن زفافك وكنت أحب ان ألقاها ولنا في المدينة ملاعب نلعب فيها فوعدتها ان نخرج إلى الملاعب فخرجت وتحدثنا فسألتني ان اخرج بها إلى خارج المدينة ففتحنا الباب وخرجت انظر اخباركم فأخذني أصحابك فنادتني فقلت ان الطير وقع في الشبكة احذرها منكم مخافة عليها ولو كان غيرها لهان علي ذلك فقال خالد ما تقول في الاسلام فقال أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فكان يقاتل معنا قتالا شديدا فلما دخلنا المدينة صلحا أقبل يطلب زوجته فقيل له انها لبست ثياب الرهبانية فأقبل إليها وهي لا تعرفه فقال لها ما حملك على الرهبانية قالت حملني على ذلك اني غررت بزوجي حتى أخذته العرب وترهبنت حزنا عليه قال أنا زوجك وقد دخل في دين العرب قال فلما سمعت ذلك قالت وما تريد قال إن تكوني في الذمة فقال وحق المسيح لا كان ذلك ابدا ومالي إلى ذلك سبيل وخرجت مع البطريق توما فلما نظر إلى امتناعها أقبل إلى خالد بن الوليد فشكا له حاله فقال له خالد ان أبا عبيدة فتح المدينة صلحا ولا سبيل لك إليها ولما علم أن خالدا يسير وراء القوم فقال أسير معه لعلي اقع بها وأقام خالد بدمشق إلى اليوم الرابع ثم اقبل اليه يونس الدمشقي زوج الجارية وقال أيها الأمير قد عزمت على المسير في طلب هذين العينين توما وهربيس واخذ ما معها قال بلى فقال له وما الذي اقعدك عن ذلك قال بعد القوم وبيننا وبينهم أربعة أيام بلياليها وهم يسيرون سير الخوف وما يمكن اللحاق بهم فقال يونس ان كان تخلفك لبعد المسافة بيننا وبينهم فأنا اعرف الديار وأسلك طريقا فنلحقهم إن شاء الله تعالى ولكن البسوا زي لخم وجذام وهو العرب المتنصرة
(٨٤)