وقال اللهم جعله لنا وملكنا إياه واجعل هذه الأمتعة قوتا للمسلمين آمين انك سميع الدعاء ثم اقبل على أصحابه وقال لهم اني رأيت أنا رأيا فهل أنتم تتبعوني عليه فقالوا نتبعك ولا نخالف لك امرا فقال خالد قوموا بخيولكم حق القيام وأحسنوا إليها ما استطعتم وانجزوا سلاحكم فاني أسير بكم بعد ثلاثة أيام في مطلب هؤلاء القوم وأرجو من الله ان يغنمنا هذه الغنيمة والأموال التي رأيتموها وان نفسي تحدثني ان القوم ما تركوا في دمشق متاعا ولا ثوبا حسنا الا وقد اخذوه معهم فقالوا افعل ما تريد فما نخالف لك أمرا ثم اخذوا في اصلاح شأنهم وتوما وهربيس قد جمعوا مال الرساتيق وجميع المال فلما جمعوه جاءوا به إلى أبي عبيدة فقال لهم وفيتم بما عليكم فسيروا حيث شئتم فلكم الأمان منا ثلاثة أيام قال يزيد ابن ظريف فلما سلموا المال لأبي عبيدة ارتحلوا سائرين كأنهم سواد مظلم وكان قد خرج مع القوم خلق كثير من أهل دمشق بأولادهم وكرهوا ان يكونوا في جوار المسلمين قال واشتغل خالد عن اتباعهم بخلاف ما وقع بينهم وبين أهل دمشق في حنطة وشعير وجدوا في المدينة منه شيئا كثيرا فقال أبو عبيدة هو للقوم دخل في صلحهم فكادت القتنة ان تثور بين أصحاب خالد وبين أصحاب أبي عبيدة واتفق رأيهم أن يكتبوا كتابا إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه في ذلك وليس عندهم خبر انه مات يوم دخولهم دمشق قال عطية بن عامر كنت واقفا على باب دمشق في اليوم الذي سارت فيه الروم مع توما وهربيس ومعهم ابنة الملك هرقل قال فنظرت إلى ضرار بن الأزور وهو ينظر إلى القوم شزرا ويتحسر على ما فاته منهم فقلت له يا ابن الأزور مالي أراك كالمتحسر أما عند الله أكثر من ذلك فقال والله ما اعني مالا وانما أنا متأسف على بقائهم وانفلاتهم منا ولقد أساء أبو عبيدة فيما فعل بالمسلمين فقلت يا بان الأزور ما أراد أمين الأمة الا خيرا للمسلمين ان يحقن دمائهم وأزواجهم من تعب القتال فإن حرمة رجل واحد خير مما طلعت عليه الشمس وان الله سبحانه وتعالى اسكن الرحمة في قلوب المؤمنين وان الرب يقول في بعض الكتب المنزلة ان الرب لا يرحم من لا يرحم وقال تعالى والصلح خير فقال ضرار لعمري انك لصادق ولكن اشهدوا علي اني لا ارحم من يجعل له زوجة وولدا قال حدثني عمر بن عيسى عن عبد الواحد بن عبد الله البصري عن وائلة بن الأسقع قال كنت مع خالد بن الوليد في جيش دمشق وكان قد
(٨٣)