الله تعالى في هذه الليلة فقلت يا رسول الله أراك على عجل قال لاحضر جنازة أبي بكر الصديق قال فاستيقظت من المنام قال الواقدي وقد بلغني ان أبا عبيدة لما دخل دمشق بأصحابه سارت القسس والرهبان بين يديه على مسرح الشعر وقد رفعوا الإنجيل والمباخر بالند والعود ودخل أبو عبيدة من باب الجابية ولم يعلم خالد بن الوليد لأنه شد عليهم بالقتال قال وكان هناك قسيس من قسس الروم اسمه يونس بن مرقص وكانت داره ملاصقة للسور مما يلي باب شرقي الذي عنده خالد وكان عنده ملاحم دانيال عليه السلام وكان فيها ان الله تعالى يفتح البلاد على يد الصحابة ويعلو دينهم على كل دين فلما كانت تلك الليلة نقب يونس من داره وحفر موضعا وخرج على حين غفلة من أهله وأولاده وقصد خالدا وحدثه أنه خرج من داره وحفر موضعا والآن أريد أمانا لي ولأهلي ولاولادي قال فأخذ خالد عهده على ذلك وانفذ معه مائة رجل من المسلمين أكثرهم من حمير وقال لهم إذا وصلتم المدينة فارفعوا أصواتكم بأجمعكم واقصدوا الباب واكسروا الاقفال وأزيلوا السلاسل حتى تدخلوا إن شاء الله تعالى قال ففعل القوم ما أمرهم به خالد رضي الله عنه وساروا ومضى أمامهم يونس بن مرقص حتى دخل بهم من حيث خرج فلما حطوا في داره تدرعوا واحترسوا ثم خرجوا وقصدوا الباب واعلنوا بالتكبير قال فلما سمع المشركون التكبير ذهلوا وعلموا ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حطوا معهم في المدينة وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قصدوا الباب وكسروا الاقفال وقطعوا السلاسل ودخل خالد بن الوليد ومن معه من المسلمين ووضعوا السيف في الروم وهم مختلفون بين يديه إلى أن وصل إلى كنيسة مريم وخالد بن الوليد يأسر ويقتل قال الواقدي والتقي الجمعان عند الكنيسة جيش خالد وجيش أبي عبيدة وأصحابه سائرون والرهبان سائرون بين أيديهم وما أحد من أصحاب أبي عبيدة جرد سيفه فلما نظر خالد إليهم ورأى أن لا أحد منهم جرد سيفه بهت وجعل ينظر إليهم متعجبا قال فنظر اليه أبو عبيدة وعرف في وجهه الانكار فقال أبا سليمان قد فتح الله على يدي المدينة صلحا وكفى الله المؤمنين القتال قال الواقدي ما خاطب أبو عبيدة خالدا يوم الفتح بدمشق الا بالامارة فقال أيها الأمير قد تم الصلح فقال خالد وما الصلح لا أصلح الله بالهم وأنى لهم الصلح وقد فتحتها بالسيف وقد خضبت سيوف المسليمن من دمائهم وأخذت الأولاد عبيدا وقد نهبت الأموال فقال أبو عبيدة أيها
(٨٠)