سعد الحضرمي قد بعث به شرحبيل بن حسنة يخبر أن طاغية الروم هرقل قد ولى وردان على من تجمع باجنادين من الروم وهم تسعون ألفا فما ترى من الرأي يا صاحب رسول الله فقال أبو عبيدة اعلم يا أبا سليمان أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون مثل شرحبيل بن حسنة بأرض بصرى ومعاذ بن جبل بحوران ويزيد بن أبي سفيان بالبلقاء والنعمان بن المغيرة بأرض تدمر وأركة وعمرو بن العاص بأرض فلسطين والصواب ان تكتب إليهم ليقصدونا حتى نقصد العدو ومن الله نطلب المعونة والنصر قال فكتب خالد إلى عمرو بن العاص كتابا يقول فيه بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان إخوانكم المسلمين قد عولوا على المسير إلى أجنادين فان هناك تسعين ألفا من الروم يريدون المسير الينا يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون فإذا وصل إليك كتابي هذا فاقدم علينا بمن معك إلى أجنادين تجدنا هناك إن شاء الله تعالى والسلام عليك وعلى من معك من المسلمين ورحمة الله وبركاته وكتب نسخة الكتاب إلى جميع الامراء الذين ذكرناهم ثم أمر الناس بالرحيل فرفعت القباب والهوادج على ظهور الجمال وساقوا الغنائم والأموال فقال خالد لأبي عبيدة قد رأيت رأيا أن أكون على الساقة مع الغنائم والأموال والبنين والولدان والبنين والولدان وكن أنت على المقدمة مع خاصة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو عبيدة بل أكون أنا على الساقة وأنت على المقدمة مع الجيش فان وصل إليك جيش الروم مع وردان يجدوك على أهبة فتمنعهم من الوصول إلى الحريم والأولاد فلا يصلون الينا الا وأنت قتلت فيهم والا كنت أنا ومن معي غنيمة لهم إذا كنت أنا في المقدمة فقال خالد لست أخالفك فيما ذكرت ثم أن خالدا قال أيها الناس أنكم سائرون إلى جيش عظيم فأيقظوا هممكم وان الله وعدكم النصر وقرأ عليهم قوله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ثم إن خالدا أخذ الجيش وسار في المقدمة وبقي أبو عبيدة في الف من المسلمين ونظر إلى ذلك أهل دمشق فعطفوا عليهم واقبلوا بسيوفهم وهم يظنون أنه منهزمون لأجل ما بلغهم من الجيش العظيم الذي هو بأجنادين فقال لهم عقلاؤهم ان كانوا سائرين على طريق بعلبك فأنهم يريدون فتحا وفتح حمص وان كانوا على طريق مرج راهط فالقوم لا شك هاربون إلى الحجاز ويتركون ما اخذوا من البلاد قال وكان بدمشق بطريق يقال له بولص وكان عظيما عند النصراينة وكان إذا قدم على الملك يعظمه وكان الملعون فارسا وذلك انهم كان عندهم شجرة فرماها بسهم فغاص السهم في الشجرة من قوة
(٤٩)