بعضهم ان كلا من الثلاثة كان فردا في فنه مع المشاركة في غيره فالسخاوي تفرد بمعرفة علل الحديث والديمي بأسماء الرجال والسيوطي بحفظ المتون اه. وانتصر للسخاوي على السيوطي الشاعر الأديب ابن العليف أحمد بن الحسين المكي في كتابين سماهما (الشهاب الهاوي على منشئ الكاوي) و (المنتقد اللوذعي على المجتهد المدعي).
واستقصى الداوودي ذكر أسماء مؤلفاته فزادت على خمسمائة مؤلف منها (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) في ست مجلدات لخص فيها كتب التفاسير بالرواية للمتقدمين بتجريدها عن الأسانيد ولم يتكلم عليها فبقي جامعا للغث والثمين وفيه من الأقوال المردودة ما لا يوصف، ومنها (الاتقان في علوم القرآن) وجله من البرهان للبدر الزركشي وهذا كتاب جليل جدا الا ان السيوطي أغفل مواطن الفائدة منه وتابعه في أوهامه الظاهرة كقوله في أسباب النزول: ان عثمان بن مظعون شرب الخمر في عهد عمر الخ مع أنه ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية والاسلام ومات قبل التحريم في أول الهجرة بالمدينة وهو أول من دفن فيها من المسلمين وكل ذلك في غاية الشهرة، بل الذي شرب هو قدامة بن مظعون إلى غير ذلك. سوى ماله من الأوهام فيه وغير ما حشده فيه من الاخبار من غير تمحيص مما يتمسك به خصوم الكتاب الكريم. ومنها (الجامع الكبير) الذي أراد ان يستقصي فيه السنن على حروف الهجاء من غير تقيد بالصحيح، وقد رتبه على أبواب الفقه الشيخ علي المتقي الحنفي الهندي في عدة مؤلفات أكبرها (كنز العمال) الا انه يتنافى ما يقوله السيوطي في أول الكتاب مع ما يسرده نفسه فيما ألفه في الموضوعات كما وقع له مثل ذلك في (الجامع الصغير)، وله أيضا (تاريخ الخلفاء) و (طبقات النحاة) و (حسن المحاضرة).
و (طبقات الحفاظ) لخص فيها طبقات الذهبي وذيل عليها بما في هذا الذيل لكنه لم يتعب فيه بل اختصر تراجمه من الدرر الكامنة وأنباء الغمر الا فيما قل