وقال لقاصد السلطان لا تعد تأتينا بهدية قط فان الله تعالى اغنانا عن مثل ذلك وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه على ما ذكره النجم الغزي في الكواكب السائرة وابن العماد في شذرات الذهب. ومن شعره:
فوض أحاديث الصفا * ت ولا تشبه أو تعطل ان رمت الا الخوض في * تحقيق معضلة فأول ان المفوض سالم * مما تكلفه المؤول ألف في تحريم المنطق وادعى الاجتهاد فصنف في ذلك عدة رسائل فقام العلماء ضده حتى انقبع في عقر داره، ويحكي الشعراني في ذيل طبقاته عن السيوطي انه كان يقول: قد أشاع الناس عني اني ادعيت الاجتهاد المطلق كأحد الأئمة الأربعة وذلك باطل عني انما مرادي بذلك المجتهد المنتسب.. ولما بلغت مرتبة الترجيح لم اخرج في الافتاء عن ترجيح النووي.. ولما بلغت إلى مرتبة الاجتهاد المطلق لم اخرج في الافتاء عن مذهب الشافعي اه. وغريب جدا ما يرويه الداوودي والشعراني عنه انه كان يحفظ مأتي الف حديث ان لم يكن مراده انه يحفظها في خزانته لان شيخ حفاظ الأمة أبا عبد الله البخاري لما سئل عن أحاديث جامعه هل تحفظها؟
أجاب بقوله: أرجو أن لا يخفى علي منها شئ. ولم يدع مثل هذه الدعوى.
وله مقامة تهجم فيها على السخاوي سماها (الكاوي في الرد على السخاوي) كما تحامل عليه أيضا عند ترجمته في (نظم العقيان) مع أنه في عداد شيوخه وما ذنب السخاوي إليه الا قلة صبره أزاء الدعاوى العريضة وذكر في (النور السافر) ما كتبه السيوطي إلى السخاوي معرضا به ومتهجما عليه وهو قوله:
قل للسخاوي ان تعروك مشكلة * علي كبحر من الأمواج ملتطم والحافظ الديمي غيث الزمان فخذ * (غرفا من اليم أو رشفا من الديم) والديمي الفخر عثمان المحدث ممن كان بينه وبين السخاوي منافسة أيضا، ويرى