عبد الله، فرأيت في يديه مجمرة يسخن خرقة، ثم يجعلها على جنبه من الضرب. فقال: يا أبا جعفر، ما كان في القوم أرأف بي من المعتصم.
وعن أبي عبد الله البوشنجي، قال: حدث أحمد ببغداد جهرة حين مات المعتصم. فرجعت من الكوفة، فأدركته في رجب سنة سبع وعشرين، وهو يحدث، ثم قطع الحديث لثلاث بقين من شعبان بلا منع. بل كتب الحسن ابن علي بن الجعد قاضي بغداد إلى ابن أبي دواد: إن أحمد قد انبسط في الحديث، فبلغ ذلك أحمد، فقطع الحديث وإلى أن توفي.
فصل في حال الامام في دولة المتوكل قال حنبل: ولي المتوكل جعفر، فأظهر الله السنة، وفرج عن الناس، وكان أبو عبد الله يحدثنا ويحدث أصحابه في أيام المتوكل. وسمعته يقول: ما كان الناس إلى الحديث والعلم أحوج منهم إليه في زماننا.
قال حنبل: ثم إن المتوكل ذكره، وكتب إلى إ سحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه، فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع، فسأله أبي عما دعي له؟ فقال: قرأ علي كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العسكر، يعني: سر من رأى، قال: وقال لي إسحاق ابن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟ فقلت: إن أمير المؤمنين قد نهى عن هذا. قال: وخرج إسحاق إلى العسكر، وقدم ابنه محمدا ينوب عنه ببغداد.
قال أبو عبد الله: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: لا تعلم أحدا أني سألتك عن القرآن! فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنت؟ قال: بل مسترشد، قلت: القرآن كلام الله ليس بمخلوق.