سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣١٣
الأولون الاكثار من الحديث، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حدثت إلا بما أجمع عليه أهل الحديث.
قلت: الهيثم واه.
وروي عن الشعبي قال: رزق صبيان هذا الزمان من العقل ما نقص من أعمارهم في هذا الزمان.
قال ابن شبرمة: مر الشعبي - وأنا معه - بإنسان وهو يقول:
فتن الشعبي لما * رفع الطرف إليها فلما رأى الشعبي، كأنه (1)، ولم يتم البيت، فقال الشعبي: نظر الطرف إليها.
قلت: هذه أبيات مشهورة، عملها رجل تحاكم هو وزوجته إلى الشعبي أيام قضائه (2)، يقول فيها:
فتنته ببنان * وبخطي مقلتيها (3) قال للجلواز (4) قدمها وأحضر شاهديها

(1) [يعني هابه] زيادة عند ابن عساكر (عاصم عايذ) 223، والخبر أيضا في المعرفة والتاريخ 2 / 594، 595.
2) ذكر وكيع بسنده في " أخبار القضاة " 2 / 416، 417 أن الأبيات للبارقي اختصم مع امرأة الخ.. وفي خبر آخر نسبها للحكم بن عبدل. وقد ساق صاحب العقد الخبر والأبيات، وأضاف ما نصه: " قال الشعبي: فدخلت على عبد الملك بن مروان، فلما نظر إلي تبسم وقال: فتن الشعبي.. ثم قال: ما فعلت بقائل هذه الأبيات؟ قلت: أوجعته ضربا يا أمير المؤمنين بما انتهك من حرمتي في مجلس الحكومة، وبما افترى به علي. قال: أحسنت ". انظر العقد الفريد 1 / 73.
3) كذا الأصل، ولعله وهم، فرواية وكيع وصاحب العقد وابن عساكر: " وبخطي حاجبيها " ولفظ المقلتين جاء في بيت آخر:
وبنان كالمدارى * وبحسن مقلتيها 4) في الأصل: (للجواز) وهو تصحيف والجلواز: الشرطي.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»