سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣١٤
فقضى جورا على الخصم ولم يقض عليها قال ابن شبرمة [عن الشعبي]: إذا عظمت الحلقة فإنما هو نجاء أو نداء (1).
قرأت على إسحاق بن طارق: أخبركم ابن خليل، أنبأنا أبو المكارم اللبان، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، وحدثنا محمد بن علي بن محارب، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي (2)، حدثنا يعقوب بن كعب (ح)، قال أبو نعيم. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا ابن زنجويه، أنبأنا إسماعيل بن عبد الله الرقي (ح) وحدثنا الطبراني، حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا هشام، قالوا: حدثنا عيسى بن يونس، عن عباد بن موسى، عن الشعبي، قال: أتي بي الحجاج موثقا، فلما انتهيت إلى باب القصر لقيني يزيد بن أبي مسلم فقال: إنا لله يا شعبي لما بين دفتيك من العلم، وليس بيوم شفاعة، بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك فبالحري أن تنجو. ثم لقيني محمد بن الحجاج فقال لي مثل مقالة يزيد، فلما دخلت عليه قال: وأنت يا شعبي فيمن خرج علينا وكثر! قلت: أصلح الله الأمير، أحزن بنا المنزل، وأجدب الجناب (3)، وضاق المسلك، واكتحلنا السهر، واستحلسنا الخوف، ووقعنا في خزية لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء. قال: صدق والله، ما بروا في خروجهم علينا، ولا قووا علينا حيث فجروا. فأطلقوا عني. قال:
فاحتاج إلى فريضة، فقال: ما تقول في أخت وأم وجد؟ قلت: اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: عثمان، وزيد، وابن

1) ما بين الحاصرتين من ابن سعد 6 / 254 والحلية 4 / 323. ولفظ اللسان والتاج: " بذاء أو نجاء " انظر مادة (نجا) (2) نسبة إلى بوشنج وهي بلد على سبعة فراسخ من هراة. اه‍. أنساب السمعاني.
(3) جناب القوم: ما حولهم، والجدب: المحل نقيض الخصب. ويقال: فلان خصيب الجناب وجديب الجناب. (لسان) وانظر حاشية (1) صفحة 306.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»