سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٩
ربكم ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأطيعوا الامراء، فإن كان خيرا، فلكم، وإن كان شرا فعليهم وأنتم منه برآء " (1) فقال له الشعبي:
كذبت.
هكذا رواه الحاكم فقال: حدثنا إبراهيم بن مضارب العمري، حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران، حدثنا عبد الوهاب. فكأنه أراد بها أخطأت.
قراد: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن طارق بن عبد الرحمن، قال:
كنت جالسا على باب الشعبي إذ جاء جرير بن يزيد بن جرير البجلي، فدعا الشعبي له بوسادة، فقلنا له: حولك أشياخ، وجاء هذا الغلام فدعوت له بوسادة!؟ قال: نعم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى لجده وسادة وقال: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " (2).
شبابة: حدثنا يزيد بن عياض، عن مجالد، قال: كنت أمشي مع قيس الأرقب، فمررنا بالشعبي، فقال لي الشعبي: اتق الله لا يشعلك بناره. فقال قيس: أما والله قد كنت في هذه الدار - كذا قال، ولعله في هذا الرأي - ثم قال له: وما تركته إلا لحب الدنيا. قال: فقلت: إن كنت كاذبا، فلعنك الله. قال:
فهل تعرف أصحاب علي؟ قال الشعبي: ما كنت أعرف فقهاء الكوفة إلا أصحاب عبد الله قبل أن يقدم علينا علي، ولقد كان أصحاب عبد الله يسمون قناديل المسجد، أو سرج المصر. قال قيس: أفلا تعرف أصحاب علي؟
قال: نعم. قال: فهل تعرف الحارث الأعور؟ قال: نعم،

1) رجاله ثقات خلا سعيد بن عبد العزيز فإنه اختلط بأخرة.
2) حديث حسن أخرجه حسن الطبراني عن جرير، وابن عدي والبيهقي وابن خزيمة والبزار، وأخرجه ابن ماجة عن ابن عمر، والبزار عن أبي هريرة، وابن عدي عن معاذ وأبي قتادة، والحاكم عن جابر، والطبراني عن ابن عباس، وابن عساكر عن أنس. وانظر المقاصد الحسنة.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»