وأسالت العزاز، وأدحضت التلاع (1)، فصدعت عن الكماة أماكنها. وأصابتني أيضا سحابة فقاءت العيون بعد الري، وامتلأت الإخاذ (2)، وأفعمت (3) الأودية، وجئتك في مثل وجار (4) الضبع.
ثم قال: ائذن. فدخل رجل من بني أسد، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: لا، كثر الاعصار، واغبر البلاد، وأكل ما أشرف من الجنبة (5)، فاستيقنا أنه عام سنة. فقال: بئس المخبر أنت.
ثم قال: ائذن. فدخل رجل من أهل اليمامة فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: تقنعت (6) الرواد تدعو إلى زيادتها (7)، وسمعت قائلا يقول: هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران، وتشكى فيها النساء، وتنافس فيها