سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣١٠
لقد تعلمت منه حساب الفرائض فخشيت على نفسي منه الوسواس، فلا أدري ممن تعلمه. قال: فهل تعرف ابن صبور؟ قال: نعم، ولم يكن بفقيه، ولم يكن فيه خير. قال: فهل تعرف صعصعة بن صوحان؟ قال: كان رجلا خطيبا ولم يكن بفقيه. قال: فهل تعرف رشيد الهجري؟ قال الشعبي: نعم، بينما أنا واقف في الهجريين إذ قال لي رجل: هل لك في رجل علينا يحب أمير المؤمنين؟ قلت: نعم. فأدخلني على رشيد فقال: خرجت حاجا، فلما قضيت نسكي، قلت: لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين، فممرت بالمدينة، فأتيت باب علي رضي الله عنه، فقلت لانسان: استأذن لي على سيد المسلمين، فقال: هو نائم، وهو يحسب أني أعني الحسن، قلت: لست أعني الحسن إنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.
قال: أوليس قد مات! فبكى. فقلت: أما والله إنه ليتنفس الآن بنفس حي، ويعترق من الدثار الثقيل. فقال: أما إذ عرفت سر آل محمد، فادخل عليه، فسلم عليه. فدخلت على أمير المؤمنين، فسلمت عليه، وأنبأني بأشياء تكون. قال الشعبي: فقلت لرشيد: إن كنت كاذبا، فلعنك الله، ثم خرجت.
وبلغ الحديث زيادا، فقطع لسانه وصلبه (1) قال شبابة: وحدثنيه غير واحد، عن مجالد، عن الشعبي.
إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن علقمة، قال: أفرط ناس في حب علي كما أفرطت النصارى في حب المسيح.
وروى خالد بن سلمة، عن الشعبي قال: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة.

1) رشيد الهجري، قال الجوزجاني: كذاب غير ثقة، وقال النسائي: ليس بالقوي وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال ابن معين: لا يساوي شيئا. وانظر الخبر في الضعفاء والمجروحين 1 / 298 والميزان للمؤلف 2 / 52.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»