سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٨
أشياخ من شعبان، منهم محمد بن أبي أمية - وكان عالما - أن مطرا أصاب اليمن، فجحف السيل موضعا فأبدى عن أزج (1) عليه باب من حجارة، فكسر الغلق ودخل، فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، فإذا عليه رجل شبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا، وإذا عليه جباب من وشي منسوجة بالذهب، وإلى جنبه محجن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية، له ضفران، وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية: باسمك اللهم رب حمير أنا حسان بن عمرو القيل (2) إذ لا قيل إلا الله، عشت بأمل، ومت بأجل، أيام وخزهيد (3)، وما وخزهيد؟ هلك فيه اثنا عشر ألف قيل، فكنت آخرهم قيلا، فأتيت جبل ذي شعبين ليجيرني من الموت فأخفرني. وإلى جنبه سيف مكتوب فيه: أنا قيل بي يدرك الثأر.
شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، قال: أدركت خمس مئة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (4).
سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: ما رأيت أحدا أعلم من الشعبي (5).
هشيم: أنبأنا إسماعيل بن سالم، عن الشعبي، قال: ما مات ذو قرابة

(١) الأزج: بناء مستطيل مقوس السقف.
(٢) القيل: الملك من ملوك حمير يتقيل من قبله من ملوكهم (يشبهه) (لسان).
(٣) في الأصل: " وخزهيذ " بالذال المعجمة، وما أثبتناه من الاشتقاق والتاج. وال‍ " وخز ":
الطعن النافذ، أو هو الطاعون. و " هيد " قال ياقوت في معجم البلدان: وأيام هيد أيام موتان كانت في الجاهلية في الدهر الأول، قيل: مات فيها. اثنا عشر ألفا. هكذا ذكره العمراني في أسماء الأماكن ولا أدري ما معناه. اه‍. انظر ابن سعد ٦ / ٢٤٦، والاشتقاق ٥٢٤ وابن عساكر (عاصم عايذ) ١٤٤، ١٤٥.
(٤) التاريخ الصغير للبخاري ١ / ٢٥٣، ٢٥٤ وأخبار القضاة ٢ / 428.
(5) انظر ابن عساكر (عاصم عايذ) 167 وما بعدها.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»