سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٧
كثير من الفريقين. فكان من ظفر به الحجاج منهم قتله إلا من باء منهم بالكفر على نفسه فيدعه.
سعيد بن عامر، عن حميد بن الأسود، عن عيسى الحناط (1) قال: قال الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك، فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلن أطلبه، وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال: هذا أمر لا يناله إلا العقلاء، فلن أطلبه. يقول الشعبي: فلقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما، لاعقل ولا نسك (2). قلت: أظنه أراد بالعقل الفهم والذكاء.
قال مجالد: قال الشعبي: إسماعيل بن أبي خالد يزدرد العلم ازدرادا.
وقلما روى الأعمش عن الشعبي، فروى حفص عن الأعمش، عن الشعبي، قال: لا بأس بذبيحة الليطة (3). فقلت للأعمش: يا أبا محمد، ما منعك من إتيان الشعبي؟ قال: ويحك، كيف كنت آتيه وهو إذا رآني سخر بي ويقول: هذه هيئة عالم! ما هيئتك إلا هيئة حائك. وكنت إذا أتيت إبراهيم أكرمني وأدناني.
قال عاصم الأحول: حدثني الشعبي بحديث، فقلت: إن هذا يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: من دونه أحب إلينا إن كان فيه زيادة أو نقصان.
خالد الحذاء، عن حصين، عن عامر، قال: ما كذب على أحد في هذه الأمة ما كذب على علي.
ابن عيينة: عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: ما جلست مع قوم مذ

1) انظر التعليق (1) صفحة 297.
2) ابن عساكر (عاصم عايذ) 226.
3) الليطة: قشرة القصب المحددة.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»