سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٠١
الله يا أسامة " فكف يده، ولزم منزله، فأحسن.
عائشة، قالت: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسح مخاط أسامة، فقلت:
دعني حتى أكون أنا التي أفعل. فقال: " يا عائشة، أحبيه، فإني أحبه " (1).
قلت: كان سنه في سنها.
مجالد، عن الشعبي، عن عائشة: أمرني رسول الله أن أغسل وجه أسامة وهو صبي. قالت: وما ولدت، ولا أعرف كيف يغسل الصبيان، فاخذه، فأغسله غسلا ليس بذاك. قالت: فأخذه فجعل يغسل وجهه، ويقول: " لقد أحسن بنا أسامة إذ لم يكن جارية، ولو كنت جارية، لحليتك وأعطيتك " (2).
وفي " المسند " عن البهي، عن عائشة: قال رسول الله: " لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه " (3).
ومن غير وجه، عن عمر: أنه لم يلق أسامة قط إلا قال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله! وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت علي أمير (4).

(١) أخرجه الترمذي (٣٨١٨) في المناقب، من طريق الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، وهذا سنده حسن.
(2) مجالد: هو ابن سعيد بن عمير الهمداني، ليس بالقوي. وأورده ابن عساكر كما في " تهذيبه " 2 / 318، ونسبه إلى أبي يعلى.
(3) أخرجه أحمد 6 / 139 و 222، وابن ماجة (1976)، وابن سعد 4 / 61، 62، كلهم من طريق شريك القاضي، عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة.
وشريك القاضي: سي الحفظ، وفي سماع البهي من عائشة كلام.
(4) تهذيب ابن عساكر " 2 / 398.
(٥٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 ... » »»