سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٠
ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف، قال: عرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوسد كل إنسان منا ذراع راحلته! فانتبهت في بعض الليل; فإذا أنا لا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند راحلته، فأفزعني ذلك; فانطلقت ألتمسه; فإذا معاذ وأبو موسى يلتمسانه، فبينا نحن على ذلك، إذ سمعنا هزيزا بأعلى الوادي كهزيز الرحى! قال: فأخبرناه بما كان من أمرنا. فقال:
" أتاني الليلة آت من ربي فخيرني بين الشفاعة، وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة ".
فقلت: أنشدك الله، والصحبة يا نبي الله، لما جعلتنا من أهل شفاعتك؟ قال: " فإنكم من أهل شفاعتي " (1).
جعفر بن برقان: حدثنا ثابت بن الحجاج الكلابي، قال: شتونا في حصن دون القسطنطينية، وعلينا عوف بن مالك، فأدركنا رمضان، فقال عوف:.. فذكر حديثا.
قال الواقدي، وخليفة، وأبو عبيد: مات عوف سنة ثلاث وسبعين.

(1) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد 6 / 28 من طريق بهز، عن أبي عوانة، حدثنا قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك. وصححه ابن حبان (2592) و (2593)، وأخرجه مختصرا الترمذي (2441) من طريق هناد، عن عبدة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك.
وعرس: التعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة. والهزير: الصوت:
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»