سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٩
وقالت عائشة في شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يجترى على رسول الله يكلمه فيها إلا أسامة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
موسى بن عقبة، وغيره، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحب الناس إلي أسامة، ما حاشا فاطمة ولا غيرها " (2).
قال زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: فرض عمر لأسامة ثلاثة آلاف وخمس مئة، وفرض لابنه عبد الله ثلاثة آلاف. فقال: لم فضلته علي، فوالله ما سبقني إلى مشهد؟ قال: لان أباه كان أحب إلى رسول الله من أبيك، وهو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك; فآثرت حب رسول الله على حبي (3).
حسنه الترمذي.
قال ابن عمر: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة، فطعنوا في إمارته; فقال:

(١) أخرجه البخاري ٦ / ٣٧٧ في أحاديث الأنبياء، و ١٢ / ٧٧ في الفرائض، ومسلم (1688) في الحدود، والترمذي (1430)، وأبو داود (4373) والدارمي 2 / 173، وابن ماجة (2547)، والنسائي 8 / 73، وابن سعد 4 / 69، 70، كلهم من طريق الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا:
من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتشفع في حد من حدود الله "؟ ثم قام، فاختطب، فقال: " أيها الناس، إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف، تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها ".
(2) رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني برقم (372)، والحاكم 3 / 596، من طرق عن حماد ابن سلمة بهذا الاسناد، وصححه، ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 286، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح. ولفظه: " وإنه لأحب الناس إلى كلهم "، وكان ابن عمر يقول: حاشا فاطمة.
(3) أخرجه الترمذي (3813) وإسناده ضعيف، وانظر " طبقات ابن سعد " 4 / 70.
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»