سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٣
قال عروة بن الزبير: قال أبو بكر: والله لان تخطفني الطير أحب إلي من أن أبدا بشئ قبل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبعث أسامة، واستأذنه في عمر أن يتركه عنده.
قال: فلما بلغوا الشام، أصابتهم ضبابة شديدة، فسترتهم، حتى أغاروا، وأصابوا حاجتهم. فقدم على هرقل موت النبي صلى الله عليه وسلم، وإغارة أسامة على أرضه في آن واحد. فقالت الروم: ما بال هؤلاء يموت صاحبهم وأن أغاروا على أرضنا (1)!
ابن إسحاق، عن سعيد بن عبيد بن السباق، عن محمد بن أسامة، عن أبيه، قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، هبطت، وهبط الناس المدينة، فدخلت عليه، وقد أصمت فلا يتكلم، فجعل يضع يديه علي، ثم يرفعهما; فأعرف أنه يدعو لي (2).
أحمد في " مسنده ": حدثنا حجاج: أخبرنا شريك، عن العباس ابن ذريح، عن البهي، عن عائشة: أن أسامة عثر بأسكفة الباب، فشج في جبهته، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمصه، ثم يمجه، وقال: " لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته، حتى أنفقه " (3).

(1) كذا الأصل، وفي " تهذيب ابن عساكر " 2 / 397: ما بال هؤلاء يموت صاحبهم أن أغاروا على أرضنا. وفي " طبقات ابن سعد " ما بالى هؤلاء بموت صاحبهم أن أغاروا على أرضنا.
(2) أخرجه أحمد 5 / 201، والطبراني (377) وسنده قوي، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد.
(3) أخرجه أحمد 6 / 222، وابن ماجة (1976)، وابن سعد 4 / 61، 62، وقد تقدم في 501 ت 3.
(٥٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 ... » »»