سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٠
" إن يطعنوا في إمارته، فقد طعنوا في إمارة أبيه، وأيم الله إن كان لخليقا للامارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده " (1).
قلت: لما أمره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الجيش، كان عمره ثماني عشرة سنة.
ابن سعد: حدثنا يزيد: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة ينتظره، فجاء غلام أسود أفطس. فقال أهل اليمن: إنما جلسنا لهذا! فلذلك ارتدوا.
يغني أيام الردة (2).
قال وكيع: سلم من الفتنة من المعروفين: سعد، وابن عمر، وأسامة ابن زيد، ومحمد بن مسلمة.
قلت: انتفع أسامة من يوم النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يقول له: " كيف (3) بلا إليه إلا

(١) أخرجه البخاري ٧ / ٦٩ في المناقب: باب مناقب زيد، و 382 في المغازي: باب غزوة زيد بن حارثة، و 8 / 115 في المغازي، و 11 / 455 في الايمان والنذور، ومسلم (2426) (63) (64)، وابن سعد 4 / 65، وأحمد 2 / 20، والترمذي (3816).
(2) رجاله ثقات. ويزيد: هو ابن هارون. والخبر في " طبقات ابن سعد " 4 / 63، وأخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " 2 / 20 من طريق عياش بن عباس، عن عيسى بن موسى، عن محمد بن إياس بن الكبير، عن أسامة بن زيد.
(3) تحرفت في المطبوع إلى " كف "، والحديث أخرجه مسلم (97) في الايمان: باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، وفيه أن أسامة بن زيد قتل رجلا من المشركين بعدما قال: لا إلا إلا الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم قتلته "؟ قال: يا رسول الله; أوجع في المسلمين، وقتل فلانا وفلانا، وسمى له نفرا، وإني حملت عليه، فلما رأى السيف، قال: لا إلا إلا الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقتلته "؟ قال: نعم، قال: " فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة "؟ قال: يا رسول الله، استغفر لي.. وانظر البخاري 7 / 398 في المغازي: باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، ومسلم (96).
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»