سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٨٦
ألف أوقية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة، كنت لك كأبي زرع لام زرع " (1).
هكذا في هذه الرواية: ألف ألف أوقية. وإسنادها فيه لين. وأعتقد لفظة: " ألف " - الواحدة، باطلة - فإنه يكون: أربعين ألف درهم، وفي ذلك مفخر لرجل تاجر، وقد أنفق ماله في ذات الله.
ولما هاجر كان قد بقي معه ستة آلاف درهم، فأخذها صحبته أما ألف الف أوقية، فلا تجتمع إلا (2) لسلطان كبير.
قال الزهري، عن القاسم بن محمد: إن معاوية لما حج، قدم، فدخل على عائشة، فلم يشهد كلامها إلا ذكوان مولى عائشة. فقالت لمعاوية: أمنت أن أخبأ لك رجلا يقتلك بأخي محمد؟ قال: صدقت - وفي رواية أخرى: قال لها: ما كنت لتفعلي - ثم إنها وعظته، وحضته على الاتباع.
وقال سعيد بن عبد العزيز التنوخي: قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار، هذه رواية منقطعة. والصحيح رواية عروة بن الزبير: أن معاوية

(١) القاسم بن عبد الواحد: لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه (أي للمتابعة) قيل له: أيحتج به؟ قال: يحتج بسفيان وشعبة، وقد أورد المؤلف في " ميزانه " هذا الحديث من طريق الطبراني، وعده من مناكير القاسم، وقد نسب الحافظ في " التهذيب " الحديث إلى النسائي في ترجمة القاسم وشيخه عمر بن عبد الله بن عروة... وأما قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: " كنت لك كأبي زرع لام زرع " فهو صحيح، أخرجه البخاري ٩ / ٢٢٠، ٢٤٠ في النكاح: باب حسن المعاشرة مع الأهل، ومسلم (٢٤٤٨) في فضائل الصحابة: باب ذكر حديث أم زرع مطولا، من طريق هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة، عن عروة بن عائشة...
وفيه بعد أن ذكرت المرأة الحادية عشرة أوصاف زوجها... قالت عائشة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " كنت لك كأبي زرع لام زرع " أي في الألفة والوفاء.
(2) لفظة " إلا " سقطت من مطبوعة دمشق.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»