سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٩٧
رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عفيف، وهو ثقة. وابن المؤمل، فيه ضعف، والاسناد الأول أصح. وما أعلم أحدا اليوم يقول بوجوب دية في مثل هذا.
قال أبو إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
عن الشعبي: أن عائشة قالت: رويت للبيد نحوا من ألف بيت، وكان الشعبي يذكرها، فيتعجب من فقهها وعلمها، ثم يقول: ما ظنكم بأدب النبوة.
وعن الشعبي قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، هذا القرآن تلقيته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الحلال والحرام; وهذا الشعر والنسب والاخبار سمعتها من أبيك وغيره; فما بال الطب؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يزال الرجل يشكو علة، فيسأله عن دوائها. فيخبره بذلك.
فحفظت ما كان يصفه لهم وفهمته.
هشام بن عروة، عن أبيه: أنها أنشدت بيت لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الأجرب (2)

(1) تقدم تخريجه في الصفحة 187 ت (3).
(2) وبعده:
يتأكلون مغالة وملاذة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب وهما في ديوانه ص 153 من قصيدة يرثي بها أخاه أربد. والأكناف: الجوانب والنواحي، والخلف، والخلف: ما جاء من بعد، يقال: هو خلف سوء من أبيه بتسكين اللام، وخلف صدق من أبيه بتحريكها: إذا قام مقامه. والملاذة مصدر: ملذه ملذا وملاذة، والملوذ: الذي لا يصدق في مودته.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»