وقالت عائشة: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها (1).
قلت: وهذا من أعجب شئ (2) أن تغار رضي الله عنها من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة بمديدة، ثم يحميها الله من الغيرة من عدة نسوة يشاكنها في النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من الطاف الله بها وبالنبي صلى الله عليه وسلم، لئلا يتكدر عيشهما. ولعله إنما خفف أمر الغيرة عليها حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وميله إليها.
فرضي الله عنها وأرضاها.
معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: دخلت امرأة سوداء على النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليها. قالت: فقلت: يا رسول الله، أقبلت على هذه السوداء هذا الاقبال! فقال: " إنها كانت تدخل على خديجة، وإن حسن العهد من الايمان " (3).