يحيى بن معين " - وانظر التعليق على (3678) - وهذا ذهاب منه إلى اختيار ابن القطان المذكور سابقا آخر صفحة 33، وسيأتي صفحة 51 أن هذا اختيار الحافظ ابن حجر أيضا.
وقال 4 (9455): " يحيى بن إسماعيل، حدث عنه إبراهيم بن سعد، لا يعرف، وخبره منكر ".
أما أمثلة دعواه التفرد مع عدم الموافقة عليها: فستأتي إن شاء الله ص 58.
وهل يريد المصنف بقوله: " لا يعرف " جهالة عينه، أو جهالة عدالته؟
قال المصنف في " الميزان " 1 (1622): " الحارث بن سعيد العتقي، مصري، لا يعرف "، فقط لم يذكر راويا عنه، أما هنا (854) فقال: " وعنه نافع بن يزيد، وان لهيعة "، وعلق عليه الحافظ البرهان سبط ابن العجمي بعد أن نقل كلامه من " الميزان " قال: " انظر كيف روى عنه رجلان، فخرج بذلك عن جهالة العين، ولم يذكر في " الميزان " رواية أحد عنه ". فهذا صريح منه في أن من " لا يعرف " فهو مجهول العين.
أما ابن حجر فنقل في " التهذيب " قول الذهبي " لا يعرف "، وفسره فقال: " يعني حاله " (1).
وقال الذهبي في " الميزان " 1 (1789) في ترجمة حريث بن ظهير: " روى عن ابن مسعود، وعنه عمارة بن عمير، لا يعرف ". وفسرها الحافظ كذلك في " التهذيب " 2: 234: " يعني عدالته " أيضا، لكنه قال في " التقريب " (1181): " مجهول "، واصطلاحه فيه إذا أطلق الجهالة أراد جهالة عينه.
ورأيت له نصا في " التهذيب " 10: 480 يتفق مع السبط في فهمه لكلمة " لا يعرف " وأنها لجهالة العين. فإنه قال في ترجمة نهيك بن يريم الأوزاعي: " جرى الذهبي على عادته فيمن لم يجد له إلا راويا واحدا فقال: " لا يعرف ". فهذا يعني أنه مجهول العين، لكن المصنف يعدل عن كلمة (مجهول) للأمر الذي أسلفته: اصطلح على إطلاقها إذا أخذها من أبي حاتم، فاصطلح على إطلاق (لا يعرف) حينما يريد أن يحكم بالجهالة من قبل نفسه.
وقد أطلق (لا يعرف) في تراجم أرقامها من " الميزان ": 1 (1642، 1856)، 2 (4236، 4255، 4455 مع 4458، 4716، 4718، 4721، 4793)، 4 (9451، 9452، 9455، 9473، 9589، 9682، 9699) وغيرها.
وفي " الكاشف ": (329، 773) وغيرها.
ويعكر على قولنا: إن الحافظ يفهم من كلمة الذهبي هذه جهالة عدالته: أنه كثيرا ما يقول الذهبي في رجل " لا يعرف "، ويقول الحافظ عنه في " التقريب ": مجهول - أي: مجهول العين -.
فمن ذلك: المثال الذي تقدم: حريث بن ظهير.
والحارث بن مالك: قال في " الميزان " 1 (1642): " لا يعرف "، وفي " التقريب " (1046):
" مجهول "، والحسن بن سلم العجلي 1 (1856) مع " التقريب " (1244)، وعبد الله بن ثابت المروزي