الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٤٣
بأن كل من استعمله عمر بن عبد العزيز ثقة ". ويدخل تحت (من استعمله): من استعمله واليا أو قاضيا أو عاملا على جباية الزكوات ونحو ذلك. والله أعلم.
فهذان من التوثيق الإجمالي، ويقال فيهما ما قيل فيما سبق.
وقال ابن حجر في " تعجيل المنفعة " ص 238 (931): " حكم شيوخ عبد الله - بن الإمام أحمد - القبول إلا أن يثبت فيه جرح مفسر، لأنه كان لا يكتب إلا عمن أذن له أبوه فيه ". فانظر مكانة التوثيق الإجمالي عند ابن حجر.
21 - ومن نوادر ألفاظهم: قولهم في الرجل: فقيه البدن، ومثلها عند الأصوليين: ففيه النفس (1). وقد نقل المصنف رحمه الله هنا في ترجمة أحمد بن سعيد الدارمي قول الإمام أحمد فيه: " ما قدم علينا خراساني أفقه بدنا منه ".
وفي " تهذيب " ابن حجر 9: 30 عن أبي حاتم الرازي أنه قال في الإمام الشافعي: " فقيه البدن صدوق ".
وكنت علقت على " الأنساب " للإمام السمعاني رحمه الله (الشاشي) 7: 245 ما نصه: " يتكرر ورود هذه الكلمة " فقيه البدن " في كتب الجرح والتعديل، وكنت سألت عنها - مكاتبة - شيخنا العلامة الحافظ عبد الله الغماري، فكتب إلي حفظه الله بخير وعافية: " كلمة " فقيه البدن " يقولها المحدثون، ويقول الأصوليون: " فقيه النفس "، ومعناها: أن الشخص تمكن في الفقه حتى اختلط بلحمه ودمه وصار سجية فيه، ومراد المحدثين بها ترجيح الراوي الموصوف بها ولو كان أقل من الثقة، بحيث لو تعارضت رواية الصدوق الفقيه البدن مع رواية الثقة غير المتقن: قدمت رواية الصدوق المذكور ". انتهى كلام شيخنا.
وقلت هناك: ومن هذا المعنى قول بعضهم في أبي حفص عمر بن محمد الشيرازي الآتية ترجمته - هناك ص 485 -: " لو فصد عمر لجرى منه الفقه مكان الدم! " كما في " معجم البلدان " 5: 322.
وممن قيل فيه " فقيه البدن ": سحنون، وسعيد بن عباد، ومحمد بن سعيد بن غالب الأزدي، ومحمد بن سعيد الكلبي (ابن عيشون)، وأبو القاسم بن حماس بن مروان الهمداني، ونفيس الغرابيلي، وانظر تراجمهم على الترتيب في " طبقات علماء إفريقية " لأبي العرب التميمي المتوفى سنة 333 - والملاحق التي الحقها به محققاه علي الشابي ونعيم اليافي ص 184، 238، 242، 247، 248، 250.
22 - ومن ألفاظ الذهبي رحمه الله قوله: " مشاه فلان ". وغالب ما يستعملها مع ابن عدي، فإنه يشير إلى تضعيف بعض الأئمة له ثم يقول: ومشاه ابن عدي. انظر التعليق على ترجمة إبراهيم بن محمد بن أبي زينب، وقا في " الميزان " 3 (6533) في ترجمة عون بن أبي شداد: " ضعفه أبو داود في قول، ومشاه غيره، سمع أنسا، وأبا عثمان النهدي، وقال ابن معين: ثقة " فيكون الذي مشاه هو ابن معين.
وقال في " الميزان " 1 (971) ترجمة إسماعيل بن يعلى الثقفي: " مشاه شعبة وقال: اكتبوا عنه فإنه شريف ".
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست