8 " - وقال في ترجمة أبي الأصبغ عسلون بن أحمد بن عسلون 2: 447: " روى عنه الصاحبان (1) وقالا:
كان رجلا صالحا مستورا، جالسناه وصحبناه ".
9 " - رجاء فيه 2: 535 في ترجمة ابن الصناع: " قال ابن حيان (2): كان مشهورا بالفضل، مقدما في حملة القرآن، مبرز العدالة، التمسته أيام اشتد القحط، فمضى مستورا، وأتبعه الناس ثناء حسنا جميلا ".
10 " - وقال في ترجمة أبي القاسم يحيى بن عمر بن حسين بن نابل القرطبي 2: 662: " من بيئة طهارة وهدي وسنة هو أبوه وجده كلهم على طريقة مثلي، قال ابن حيان: كان فقيها حافظا صالحا ورعا خيرا عفيفا مستورا مقتديا بالسلف ".
فهذه عشرة نصوص ناطقة بالمعنى الذي قدمته: الستر: الفضل والنبل والعفة، والمستور: هو الرجل الفاضل النبيل العفيف الكريم في قومه، وما شابه هذه الكلمات.
20 - وقد يوثقون جماعة توثيقا إجماليا مبهما، فيقولون: شيوخ فلان ثقات (4845). يريدون القبول العام، لا التوثيق الاصطلاحي الذي يصحح حديث صاحبه، وينبغي تقييد هذا القبول العام بأنه:
1 " - قبول عام عند قائله، لا عند كل أحد. قال الحافظ رحمه الله في مقدمة " لسان الميزان " 1: 15:
" من عرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة، فإنه إذا روى عن رجل: وصف بكونه ثقة عنده، كمالك وشعبة والقطان وابن مهدي، وطائفة ممن بعدهم ".
2 " - وبأنه قبول أغلبي لا كلي، بمعني أن أغلب شيوخه داخلون تحت القبول العام، لا جميعهم، فقد قيل ذلك في شيوخ شعبة، وشعبة يضعف بعضهم.
والصيغة التي يأتي معها حصر واستثناء أقوى في دلالتها من الصيغة التي ليس فيها ذلك، أعني: أن قولهم: شيوخ مالك ثقات إلا عبد الكريم بن أبي المخارق، وشيوخ ابن أبي ذئب ثقات إلا أبا جابر البياضي، وهكذا، أقوى من قولهم: شيوخ شعبة ويحيى القطان وأمثالهما ثقات، ذلك لأن الاستثناء دليل الحصر والتتبع.
ويلحق بهذا التوثيق الإجمالي توثيقان آخران:
الأول: قال الحافظ في " تهذيبه " 1: 347 ترجمة أسيد بن المتشمس: " قال ابن أبي خيثمة في " تاريخه ": سمعت ابن معين يقول: إذا روى الحسن البصري عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه ". وقد روى الحسن عن أسيد هذا.
وفي " الجرح والتعديل " 6: 323 - آخر الصفحة - عن ابن أبي خيثمة أيضا، عن ابن معين أنه قال:
" إذا حدث الشعبي عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج به ".
الثاني: قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في " البداية والنهاية " 9: 216: " صرح كثير من الأئمة