الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١١٥
10 " - فالمراكشي: هو محمد بن موسى بن علي المراكشي الأصل المكي الشافعي (789 - 823)، وانظر ترجمته عند السخاوي 10: 56 وفيها ثناء ابن حجر عليه بقوله: " الشيخ الإمام العالم الفاضل البارع الرحال، جمال الدين، سليل السلف الصالحين، عمدة المحدثين نفع الله به " مع أنه توفي وله من العمر أربعة وثلاثون عاما فقط، وانظر قول السخاوي أيضا: أخذ عنه من الأكابر..!. وسيأتيك ثناء المراكشي على البرهان.
11 " - وأما الأبي (1): فهو علي بن إبراهيم بن علي (قبيل 790 - 859)، ترجمه السخاوي 5: 153، ومما قال: " ارتحل في مسم سنة أربع عشر - وثمانمائة - رفيقا للجمال ابن موسى المراكشي الحافظ صحبة الركب الشامي، فسعا بالمدينة، ثم بدمشق وحلب.. فكان ممن سمع عليه... بحلب حافظها البرهان، والعز الحاضري، والشهاب ابن العديم وطائفة ".
12 " - ومن المكيين أيضا: نجم الدين ابن فهد، الذي عمل " مشيخة " للبرهان سماها " مورد الطالب الطمي من مرويات الحافظ سبط ابن العجمي "، وتقدم أنه رحل إلى البرهان صحبة ابن ناصر الدين عام 837، ثم سافر إلى دمشق مرارا، والقاهرة مرتين، ثم عاد إلى حلب ليبل غليله من البرهان، فمكث عنده طويلا، وقرأ عليه كثيرا (2)، وكأنه كان يقرأ عليه مؤلفاته الصغيرة، ويكتفي بقراءة مقدمات كتبه الكبيرة، ليتسنى له قراءة كتب غيرها عليه.
من ذلك: أنه قرأ عليه رسالته " التبيين لأسماء المدلسين " كما هو مثبت آخر النسخة الآتي وصفها، وفي سماعه ذلك أخبره بتاريخ ولادته: " ثاني عشري رجب من سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بحلب ".
ومن ذلك: مقدمة كتابه " نثل الهميان " و " نهاية السول ". انظر صفحة 126، 128، وتاريخ قراءة المقدمة الأولى غير واضح أبدا، أما قراءة المقدمة الثانية فكانت " يوم الأحد سابع صفر المبارك من سنة ثمان وثلاثين وثماني مائة بالمدرسة الشرفية بحلب ". كما هو ظاهر في أعلى صفحة 11 من المخطوط.
ولما رجع إلى بلده مكة المكرمة عمل له معجم شيوخه الذي سماه " مورد الطالب الظمي " وأرسله إليه إلى حلب مع حجاج عام 839، كما تقدم ص 104.
وفي تتبع أصحابه ودراسة مكانتهم العلمية طول زائد، لأن تلامذة العالم مرآته التي تنعكس فيها علومه وأحواله.
علومه:
كان جل اهتمام الحافظ السبط رحمه الله تعالى متوجها نحو الحديث الشريف وفنونه، كما هو ظاهر من ترجمته، ومن مؤلفاته، لكن لم يكن حال علمائنا السابقين الاقتصار على علم واحد وإهمال ما سواه - إلا نقرا يسيرا من رجال القرن الثاني والثالث والرابع -. بل لا بد عندهم من الاشتغال بعلوم أخرى أساسية كالعربية والفقه، والمشاركة بالتفسير والعقائد والأصول وعلوم الآلة.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست