الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١١٦
وكذلك كان حال البرهان الحلبي.
فقد تقدم صفحة 104 نقل ما رآه السخاوي بخط البرهان، وفيه يقول: " مشايخي في الحديث نحو المائتين، ومن رويت عنه شيئا من الشعر دون الحديث بضع وثلاثون، وفي العلوم غير الحديث نحو الثلاثين ".
وقال التقي ابن فهد في " لحظ الألحاظ " ص 312: " عني بهذا الشأن - الحديث الشريف - واشتغل في علوم، وجمع وصنف ". ونحوه قول ولده النجم في " معجم الشيوخ " ص 48.
ومن العلوم التي اشتغل بها في أول أمره - ولم يسبق له ذكر في هذه الترجمة -: علم القراءات - فإنه بعدما حفظ القرآن الكريم أول نشأته، توجه إلى علم القراءات. قال النجم ابن فهد في " معجم الشيوخ " ص 48: " ثم قرأ من أول القرآن العظيم إلى سورة التوبة لأبي عمرو على الماجدي، ثم قرأ من أول القرآن الكريم إلى أول سورة المزمل لقالون على الإمام شهاب الدين أحمد بن أبي الرضا الحموي، وقرأ ختمتين لأبي عمرو، وثالثة بلغ فيها إلى أول سورة يس لعاصم، على الشيخ عبد الأحد الحراني الحنبلي، ثم قرأ بعض القرآن لنافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو على الإمام المجيد أبي عمرو الحسن بن ميمون البلوي الأندلسي ".
والشيخ عبد الأحد هذا حراني الأصل، حلبي المنشأ، توفي سنة 803، ترجمه الحافظ في " الدرر " 2: 315 بقوله: " عبد الأحد الحراني، قال البرهان الحلبي سبط ابن العجمي: قرأت عليه ختمة لأبي عمرو ". هكذا في المطبوع.
لكن في " المعجم " ما قدمته، ومثله في كتاب والده " لحظ الألحاظ " ص 309، و " الضوء اللامع " 1: 138.
وفي " الضوء " أيضا 5: 21 ترجمة عبد الأحد نفسه: " قرأ عليه البرهان الحلبي ختمتين لأبي عمرو ". أما بعض الختمة الثالثة فكانت لعاصم، فلا تعارض.
أما علم الحديث: فإنه توجه إليه بكليته منذ بدء كتابته له سنة 770، وسبق له قبل سنة سماع له مؤرخ سنة 769 - ومعلوم أن ولادته كانت سنة 753 -. ذكر هذا في مصادر ترجمته الثلاثة: " لحظ الألحاظ "، و " معجم الشيوخ " و " الضوء اللامع ".
ومهر فيه، وبلغ درجة الإمامة، وصار المشار إليه، والرحلة، وأخذ عليه فكره، وهمته، واستغرق منه كل أوقاته.
من مظاهر ذلك: أنه لم يؤلف في علم سواه - وستأتي مؤلفاته وترى منها ذلك - وأنه لم يعرف عنه إقراء ولا تدريس لغيره.
قال النجم ابن فهد رحمه الله: " قرأ " صحيح البخاري " على الناس في الجوامع والمساجد وغير ذلك - خارجا عما قرأه في الطلب وقرئ عليه -: ستين مرة (1)! وقرأ " صحيح مسلم " نحو العشرين ".
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست