الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١١٠
الشيخ عز الدين لا يشكل عليه منها شئ، ولا يحتاج إلى أن يتأمل منها إلا شيئا قليلا - أو ما هذا معناه - وأنا أنظر مجلدا في يوم واحد.
" قال شيخنا برهان الدين: فذكرت هذه الحكاية لشيخنا سراح الدين ابن الملقن فقال لي عقيب ذلك:
أنا نظرت مجلدين من " الأحكام " للمحب الطبري في يوم واحد " (1).
12 " - ومن مشاهير شيوخه: مجد الدين الفيروز آبادي صاحب " القاموس المحيط "، وصرح بالنقل عنه في أكثر من موضع في " حاشيته " هذه، وعدد السخاوي 10: 82 كثيرا من مؤلفات الفيروز آبادي، ومنها " تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين " قال: " أخذه عنه البرهان الحلبي الحافظ، ونقل (2) عنه أنه تتبع أوهام " المجمل " لابن فارص في ألف موضع، مع تعظيمه لابن فارس وثنائه عليه ".
وقال ابن قاضي شهبة في " طبقات الشافعية " 4: 84: " ذكر له الحافظ برهان الدين في " مشيخته " ترجمة طويلة وقال: كان في اللغة بحر علم لا تكدره الدلاء، وألف فيها تواليف حسنة. قال: وكان معظما عند الملوك، أعطاه تيمورلنك خمسة آلاف دينار، ومع ذلك فإنه كان قليل المال، لسعة نفقاته، وكان سريع الحفظ، يحكى عنه أنه كان يقول: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر. وعد تصانيفه، وهي بضع وأربعون مصنفا ".
ومما لا بد من ذكره هنا: قول النجم ابن فهد: " وذكر أنه كان عنده - عند البرهان - استدعاء فيه اسمه، فيه إجازة جماعة، منهم العز ابن جمعة، ولم نعرف أحدا ممن أجاز فيه غيره، وأنه ذهب في فتنة تمرلنك، وكان - أي البرهان - لا يرضى أن يحدث عن العز ابن جماعة، تدينا ".
فهذا متصل بخلق علمي كريم، هو الأمانة في الرواية. فرحمه الله تعالى وجزاه خيرا. وابن جماعة المراد هنا: هو الإمام عز الدين عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن جماعة الكناني (694 - 767)، وأول سماع عرف للبرهان كان سنة 769، فلذلك أمسك البرهان عن الرواية عنه.
إما عز الدين ابن جماعة: محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم، فهو حفيد الذي قبله، وهو من أقران البرهان في الولادة (749)، وتوفي قبله بدهر (819). فهو غير المراد هنا.
ومن رحلاته:
حجه عام 813، ولا يتصور من طالب علم أن يحج ولا يلتقي بعلماء الحرمين الشريفين، وبالعلماء القادمين إليهما في هذا الموسم العظيم من أقطار الدنيا! أو أن يلتقي بهم ولا يكون لقاؤه بهم لقاء علميا، بل الحج غاية أمنية العالم لأداء نسكه ولما يتيسر له من لقاء عدد كبير من علماء العالم الإسلامي المترامي
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست