الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١١٣
تلقاهم أهلها، وكان من جملة من لقي صاحب الترجمة - يعني ابن حجر - العلامة محب الدين ابن الشحنة، فسلم عليه وهناه بالسلامة، وسأله شيخنا - ابن حجر - عن الشيخ الحافظ محدث البلاد الحلبية برهان الدين سبط ابن العجمي، فذكر له أنه بخير، فقال له: لم أشد الرحل، ولا استبحت القصر إلا للقيه ".
وفي أول يوم منها سمع على البرهان المشار إليه الحديث المسلسل بالأولية بقراءة برهان الدين البقاعي....
وقرأ صاحب الترجمة - ابن حجر - بنفسه على المذكور - البرهان الحلبي - " مشيخة " الفخر ابن البخاري، تخريج ابن الظاهري في أربعة مجالس.. والعجب أنه لم يكن بحلب من " المشيخة " نسخة، فجهز شيخنا من أحضرها له من دمشق، وسمع على البرهان أشياء غير ذلك ".
ثم قال 1: 125: " وحدث صاحب الترجمة - ابن حجر - بحلب هو والبرهان الحلبي معا بأشياء، من ذلك " المحدث الفاصل بين الراوي والواعي " للرامهرمزي، قرأه عليهما البقاعي، ونظم القارئ - يعني البقاعي - إسناد هما ".
ثم حكى السخاوي 1: 129 ما كتبه ابن حجر في حلب، قال: " وكان قد علق بخطه في حال إقامته بالشام وحلب أشياء كثيرة جدا تزيد علي مجلدين - فمن ذلك: أنه انتفى من " شرح البخاري " للحافظ برهان الدين الحلبي مجلدا... ولخص " ثبت " البرهان الحلبي...
وسمعته يقول: استفدت في هذه الرحلة أن اسم أبي عمير بن أبي طلحة: حفص، نقلته من كتاب " فاضلات النساء " لابن الجوزي، وألحقته في " الأدب " من الشرح (1)، ولم يكن صاحب الترجمة - ابن حجر - وقف على الكتاب المذكور قبل ذلك، بل أرسل الشيخ برهان الدين الحلبي إلى من هو عنده من أهل حلب، فأحضر إليه، وهو المنبه له على ذلك أولا، وكان رحمه الله يقول: لم أستفد من البرهان المذكور غير ذلك " (2).
4 " - ومنهم: ابن ناصر الدين الدمشقي (777 - 842)، قدم حلب سنة 837، كما قاله ابن تغري بردي في " المنهل الصافي " 1: 136، والسخاوي 1: 143، فيكون له من العمر ستون سنة.
وقال السخاوي 8: 103: " سافر - ابن ناصر الدين - بأخرة صحبة تلميذه النجم ابن فهد المكي إلى حلب، وقرأ على حافظها البرهان بعض الأجزاء ".
5 " - ومنهم علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد ابن خطيب الناصرية الحلبي (774 - 843)، وشارك البرهان في عدد من شيوخه، ترجم للبرهان في تاريخه لحلب المسمى " الدر المنتخب "، فقال - كما في " المنهل " و " الضوء " -: " هو شيخي، عليه قرأت هذا الفن وبه انتفعت، وبهديه اقتديت، وبسلوكه تأدبت، وعليه استفدت (3)، وهو شيخ إمام عالم عامل حافظ ورع مفيد زاهد على طريق السلف الصالح،
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست