الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٠٤
وقال السخاوي أيضا 1: 140 آخر الصفحة: " زار بيت المقدس أربع مرار "، قلت: وكانت إحداها سنة 782، سنة دخوله غزة.
قال الحافظ في " الدرر الكامنة " 3: 335 في ترجمة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان التركستاني القرمي: " كان كثير التلاوة سريعها جدا. قال البرهان الحلبي سبط ابن العجمي: دخلت القدس سنة 728، فرأيت الشيخ محمدا القرمي يصلي صلاة المغرب، ثم صلى بعدها ركعتين، ثم ست ركعات، فأخبرني الشيخ محمد الحلبي المعروف بالألواحي - وكان قريبا منه في الصف، ليس بينهما إلا ما يسع شخصا واحدا - أنه قرأ في الست ركعات من أول القرآن إلى سورة الأنبياء، وانصرف بين العشاءين ". وانظر " الأنس الجليل " للعليمي 2: 161، وهذه قراءة للتعبد، لا للتدبر والتفقه، سمح بها أهل العلم وأجازوها.
وذكر السخاوي بعض شيوخ المترجم البرهان وقال: " قرأت بخطه - البرهان -: مشايخي في الحديث نحو المائتين، ومن رويت عنه شيئا من الشعر دون الحديث: بضع وثلاثون، وفي العلوم غير الحديث: نحو الثلاثين ".
وقد عمل لنفسه " ثبتا " كان يتعب في استخراج ما يريده منه، فيسر له ذلك تلميذه نجم الدين أبو القاسم عمر بن محمد بن محمد ابن عبد الله بن فهد المكي (812 - 885) (1). أشار إلى ذلك في " معجم شيوخه " ص 48، وصرح به وسماه والده تقي الدين في " لحظ الألحاظ " ص 312 ولفظه: " وشيوخه بالسماع والإجازة يجمعهم " معجمه " الذي خرجه له ابني نجم الدين أبو القاسم محمد المدعو بعمر، نفعه الله تعالى ونفع به، سماه " مورد الطالب الظمي من مرويات الحافظ سبط ابن العجمي " بمكة المكرمة المبجلة، لما قدم من رحلته، أرسل به إليه صحبة الحاج الحلبي في موسم سنة تسع وثلاثين وثمانمائة " ووصفه فقال: " في مجلد ضخم، وهو كثير الفوائد ".
وعلق العلامة الكوثري رحمه الله تعالى على هذا بالنقل عن ابن طولون، وفيه ثناؤه على المعجم وسعة رواية البرهان فقال: " من أراد معرفة مشايخه وتراجمهم ومسموعاتهم فليراجعها، لينظر العجب العجاب ".
وكان ارتحاله عن بلده بعد أن سمع نحوا من سبعين شيخا من شيوخها، وهذه من سنة المحدثين. قال ابن الصلاح والنووي رحمهما الله تعالى أول النوع الثامن والعشرين من أنواع علوم الحديث: من آداب طالب الحديث: " أن يبدأ بالسماع من أرجح شيوخ بلده إسنادا وعلما وشهرة ودينا، وغيره، فإذا فرغ من مهماتهم فليرحل، على عادة الحفاظ المبرزين ". وهذا لفظ النووي.
قال التقي ابن فهد في " لحظ الألحاظ " مشيرا إلى تأدب السبط بهذا الأدب: " سمع وقرأ الكثير ببلدة حلب (حتى) جاء على غالب مروياتها، وشيوخه بها قرى من سبعين شيخا... " وعدد أربعة وعشرين واحدا منهم، ثم قال: " ثم رحل في سنة ثمانين وسبعمائة، فسمع بحماة وحمص... "، فيكون عمره لما ارتحل للمرة الأولى سبعا وعشرين سنة، وقد استوعب الأخذ عن هؤلاء الشيوخ، ويكون عدد شيوخه في الرحلة نحو 130 شيخ.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست