الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١١٧
حتى إنه عرف بالبرهان المحدث، وبخادم السنة قال السخاوي 1: 142: " اتفق أنه في بعض الأوقات حوصرت حلب، فرأى بعض أهلها في المنام السراج البلقيني فقال له: ليس على أهل حلب بأس، ولكن رح إلى خادم السنة إبراهيم المحدث وقل له يقرأ " عمدة الأحكام " ليفرج الله عن المسلمين، فاستيقظ، فأعلم الشيخ، فبادر إلى قراءتها في جمع من طلبة العلم وغيرهم بالشرفية يوم الجمعة بكرة النهار، ودعا للمسلمين بالفرج، فاتفق أنه في آخر ذلك النهار نصر الله أهل حلب ".
وكان هذا الحصار أيام علي باك سنة 810، انظر الخبر عنه مفصلا في " إعلام النبلاء " للطباخ 5: 175 فما بعدها، وهناك ذكرت هذه القصة، وليس مصدره فيها " الضوء اللامع "، ولعله من " الدر المنتخب " لابن خطيب الناصرية المذكور قبل قليل ص 113، فيكون الخبر منقولا عن مصدرين.
ثم إنه اتفقت كلمة مترجميه على أنه " كان صبورا على الاستماع، ربما استمع اليوم الكامل من غير ملل ولا ضجر! ". وقد قرئ عليه " سنن النسائي " الصغرى في ستة مجالس، كما هو مثبت في القطعة المحفوظة من الكتاب المذكور برقم 2533 في قسم مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وقبل أن أنهي الحديث عن علومه لا بد من التنبيه إلى كلمة نقلها السخاوي 1: 143 عن الحافظ ابن حجر في البرهان، ستأتي بتمامها قريبا بعد أسطر إن شاء الله، ومحل القصد منها قوله: "... ومعرفته بالعلوم فنا فنا ".
هكذا جاء في مطبوعة " الضوء اللامع "، ومثله في " إعلام النبلاء " 5: 205 وهو ينقل عن مخطوطة " الضوء " المحفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، كما نبه إليه تعليقا 5: 121، لكن نقل هذه الكلمة العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في تعليقه على " لحظ الألحاظ " ص 313 بلفظ: "... ومعرفته بالعلو فنا فنا ". فإما أنها كذلك في النسخة التي ينقل عنها، وإما أنه يرى صحتها وصوابها كذلك، وإلى هذا الاحتمال أميل (1)، أو أن يقال: مراده بالعلوم: العلوم الحديثية. والله أعلم.
ثناء الأئمة عليه:
أنفقت كلمة عارفيه على وصفه بالإمامة، وما وراء ذلك من مطلب! فقد تقدم:
1 " - قول البدر المارديني المتوفى سنة 837 في أبياته التي هنا فيها البرهان بولادة ابنه أنس سنة 813، وأولها:
يا سيدا بعلومه ساد الورى * وسما الأئمة رفعة وبهاء 2 " - وتقدم قول ابن خطيب الناصرية (843) وفيه: " هو شيخ إمام، عامل، عالم، حافظ، ورع، مفيد، زاهد..، وصار رحلة الآفاق ".
3 " - وقدم الحافظ ابن حجر حلب سنة 836، وعمره ثلاث وستون سنة، وبعد رجوعه إلى القاهرة عمل " مشيخة " للبرهان، قال في مقدمتها - كما في " الضوء " 1: 143 -: " أما بعد: فقد وقفت على " ثبت " الشيخ الإمام العلامة الحافظ المسند شيخ السنة النبوية برهان الدين الحلبي..، فأحببت أن أخرج له
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست