غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم، فأصبح أهل العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم وقال إسماعيل بن عبد الكريم: حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا وهو يخطب الناس على المنبر، فقال: احفظوا عني ثلاثا: إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وعجاب المرء بنفسه.
وعن عبد الصمد، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: دع المراء والجدال من أمرك، فإنه لن يعجز أحد رجلين: رجل هو أعلم منك، فكيف تعادي وتجادل من هو أعلم منك؟ ورجل أنت أعلم منه فكيف تعادي من أنت أعلم منه ولا يطيعك؟ فاقلع عن ذلك.
وقال أبو عاصم النبيل: حدثني أبو سلام عن وهب بن منبه، قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
وقال نافع بن يزيد المصري، عن عامر بن مرة اليحصبي:
كان ابن منبه يقول: المؤمن ينظر ليعلم ويسكت، ويتكلم ليفهم ويخلو ليغنم وقال عبد العزيز بن رفيع، عن وهب بن منبه: الايمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.
وقال إسماعيل بن عبد الكريم: حدثني عبد الصمد أنه سمع وهبا يقول لرجل من جلسائه: ألا أعلمك علما لا يتعايا الفقهاء فيه؟ قال: بلى. قال: إن سئلت عن شئ عندك فيه علم فأخبر