ومات محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين ومات أبو بكر خليفة المسلمين ومات خليلي وصفيي عمر بن الخطاب وقال وا عمراه وا عمراه وعمر يومئذ حي وذلك عند آخر خلافته قال فقلت له إن عمر لم يمت فقال بلى قد نعاه إلي ربي إن كنت تفهم وعقلت ما قلت وأنا وأنت غدا في الموتى وكان قد صلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال عليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين وإياك أن تفارق الجماعة فيتفرق دينك وأنت لا تعلم فتدخل النار ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني فيك اللهم أدخله علي زائرا في دارك دار السلام وضم عليه ضيعته وأرضه من الدنيا باليسير وما أعطيته من الدنيا فاجعله لما تعطيه من نعمتك من الشاكرين ثم قال لا أراك فيما بعد اليوم فإني كثير الهم شديد الغم ما دمت مع هؤلاء الناس حيا وأكره الشهرة والوحدة أحب إلي فلا تطلبني خذ هكذا قال فجهدت أن أمشي معه ساعة فأبى علي فدخل في بعض أزقة الكوفة قال فجعلت التفت إليه وأنا أبكي ويبكي حتى توارى عني فسألت عنه وطلبته فلم أجد أحدا يخبر عنه بشئ قال فما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في مناهي مرة أو مرتين أو كما قال قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو بكر بن بيري (2) قراءة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة بن ربيعة قال عثمان بن عطاء الله حدثنا عن أبيه قال كان أوس القرني كذا قال عطاء الخراساني يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير قال ففقده فلم يزل يسأل عنه حتى انتهى إلى منزله فإذا هو في خص له وإذا هو قد جلس في بيته من العري لم يستطع يخرج من العري قال فكساه حلة إزار ورداء فخرج فيهما قال وقد كان وكان قد تم النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال عليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين وإياك أن تفارق الجماعة فيتفرق دينك وأنت لا تعلم فتدخل النار ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني فيك اللهم أدخله علي زائرا في دارك دار السلام وضم عليه ضيعته وأرضه من الدنيا باليسير وما أعطيته من الدنيا فاجعله مما تعطيه من نعمتك من الشاكرين ثم قال لا أراك فيما بعد اليوم
(٤٢٨)