قواما صواما قانعا راضيا لم يتحرم في مدة عمره وقد أتى عليه أربع وسبعون سنة بطعام واحد ولم يدخل يده في قصعة إنسان ولم يكن لأحد عليه منة ولا يد في حضره ولا في سفره مات رحمه الله تعالى ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا لسان كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية والدراية والإرشاد والهداية والوراقة والقراءة خلف ما جمعه في طول عمره من الكتب وجعلها وقفا على المسلمين كان رحمه الله تعالى تاريخ الزمان وشيخ الإسلام وبقية السلف والخلف مات في مرضه وما فاتته فريضة ولا صلاة وما سال منه لعاب ولا تلوث له ثياب وما تغير لونه كان مع ما به من الضعف يجدد التوبة ويكثر الاستغفار ودفن غد ليلته يوم الأربعاء الرابع وعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة بجبل طبرك (1) بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني بجنب قبر أبي الفتح عبد الرازق بن مردك 753 إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن الهاشمي (2) عم السفاح والمنصور وكان معهم بالحميمة (3) وخرج معهم حين خرجوا لطلب الخلافة وولي إمرة الموسم سنة سبع وثلاثين ومائة في خلافة المنصور وولي البصرة كتب إلي أبو جعفر الهمذاني أنا أبو بكر الصفار أنا أبو بكر بن منجويه أنا الحاكم أبو أحمد قال أبو الحسن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس أخو سليمان وداود ومحمد وعيسى وعبد الصمد
(٢٤)